ذكر
ما نختاره من أدعية مولانا موسى بن جعفر الكاظم ص
فمن
ذلك الدعاء المعروف بدعاء الجوشن
المروي
عنه ع رويناه بعدة طرق إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه و نقلناه من
نسخة ما هذا لفظها بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن
بن محمد بن علي بن الطوسي رضي الله عنه في الطرز الكبير الذي عند رأس مولانا أمير
المؤمنين ص قرأته عليه في شهر رمضان من سنة سبع و خمسمائة و حدثنا أيضا الشيخ
المفيد شيخ الإسلام عز العلماء أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي في
مدرسته بالري في شعبان في سنة ثلاث و خمسمائة و حدثنا أيضا السعيد العالم التقي نجم
الدين كمال الشرف ذو الحسبين أبو الفضل المنتهى بن أبي زيد بن كاكا الحسيني في داره
بجرجان في ذي الحجة من سنة ثلاث و خمسمائة و حدثنا أيضا الشيخ السعيد الأمين أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب ص إجازة في رجب من سنة أربع عشرة و خمسمائة قالوا كلهم حدثنا الشيخ أبو جعفر
محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله بالمشهد المقدس الغروي و على ساكنه أفضل
الصلوات في شهر رمضان من سنة ثمان و خمسين و أربعمائة قال حدثنا أبو عبد الله
الحسين بن عبيد الله الغضائري و أحمد بن عبدون و أبو طالب بن الغرور و أبو الحسن
الصفار و أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس قالوا حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد
الله بن المطلب الشيباني قال حدثنا محمد بن يزيد بن أبي الأزهر البوشخي النحوي قال
حدثنا أبو الوضاح محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي قال أخبرني أبي قال سمعت الإمام
أبا الحسن موسى بن جعفر ع يقول التحدث بنعم الله شكر و ترك ذلك كفر فارتبطوا نعم
ربكم تعالى بالشكر و حصنوا أموالكم بالزكاة و ادفعوا البلاء بالدعاء فإن الدنيا جنة
منجية ترد البلاء و قد أبرم إبراما
قال
أبو الوضاح و أخبرني أبي قال لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ و هو الحسين بن علي بن
الحسن بن الحسن بفخ و تفرق الناس عنه حمل رأسه ع و الأسرى من أصحابه إلى موسى بن
المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا
بني
عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما دفنتم بصحراء الغميم القوافيا فلسنا كمن كنتم تصيبون
نيله فنقبل ضيما أو نحكم قاضياو لكن حكم السيف فينا مسلط فنرضى إذا ما أصبح السيف
راضياو قد ساءني ما جرت الحرب بيننا بني عمنا لو كان أمرا مدانيافإن قلتم إنا ظلمنا
فلم نكن ظلمنا و لكن قد أسأنا التقاضيا
ثم
أمر برجل من الأسرى فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب ص و أخذ من الطالبين و جعل ليسأل منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر ص فسأل
منه ثم قال و الله ما خرج حسين إلا عن أمره و لا اتبع إلا محبته لأنه صاحب الوصية
في أهل هذا البيت قتلني الله إن أبقيت عليه فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم
القاضي و كان جريا عليه يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت فقال قتلني الله إن عفوت عن
موسى بن جعفر و لو لا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور ما كان به جعفر من
الفضل المبرز عن أهله في دينه و عمله و فضله و ما بلغني من السفاح فيه من تعريضه و
تفصيله لنبشت قبره و أحرقته بالنار إحراقا فقال أبو يوسف نساؤه طوالق و عتق جميع ما
يملك من الرقيق و تصدق بجميع ما يملك من المال و حبس دوابه و عليه المشي إلى بيت
الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر الخروج و لا يذهب إليه و لا مذهب أحد من ولده
و لا ينبغي أن يكون هذا منهم ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون فقال و ما كان بقي من
الزيدية إلا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أمير المؤمنين بهم
و لم يزل يرفق به حتى سكن غضبه و قال و كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن
جعفر ع بصورة الأمر فورد الكتاب فلما أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم أبو الحسن
ع على ما ورد من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك أصلحك الله و
علينا معك أن نباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه فإنه لا يؤمن شره و عاديته
و غشمه سيما و قد توعدك و إيانا معك فتبسم موسى ع ثم تمثل ببيت كعب بن مالك أخي بني
سلمة و هو
زعمت
سخينة أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب
ثم
أقبل على من حضره من مواليه و أهل بيته فقال ليفرح روعكم أنه لا يرد أول كتاب من
العراق إلا بموت موسى بن مهدي و هلاكه فقالوا و ما ذاك أصلحك الله فقال قد و حرمة
هذا القبر مات في يومه هذا و الله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون سأخبركم بذلك بين ما
أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي و قد تنومت عيناي إذ سنح لي جدي رسول الله ص
في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي و ذكرت ما جرى منه في أهل بيته و أنا مشفق من
غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسى فما جعل الله لموسى عليك سبيلا فبينما هو يحدثني
إذ أخذ بيدي و قال لي قد أهلك الله آنفا عدوك فلتحسن لله شكرك قال ثم استقبل أبو
الحسن القبلة و رفع يديه إلى السماء يدعو فقال أبو الوضاح
فحدثني
أبي قال كان جماعة من خاصة أبي الحسن ع من أهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم في
أكمامهم ألواح آبنوس لطاف و أميال فإذا نطق أبو الحسن ع بكلمة أو أفتى في نازلة
أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك قال فسمعناه و هو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته
الدعاء إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لي ظبه مديته و أرهف لي شبا حده
و داف لي قواتل سمومه و سدد نحوي صوائب سهامه و لم تنم عني عين حراسته و أضمر أن
يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت إلي ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن
الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير من ناواني و إرصادهم لي فيما لم أعمل
فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله فأيدتني بقوتك و شددت أزري بنصرك و فللت لي شبا حده
و خذلته بعد جمع عديده و حشده و أعليت كعبي عليه و وجهت ما سدد إلي من مكايده إليه
و رددته و لم يشف غليله و لم تبرد حرارات غيظه و قد عض علي أنامله و أدبر موليا قد
أخفقت سراياه فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل
محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من باغ بغاني
بمكايده و نصب لي أشراك مصائده و وكل بي تفقد رعايته و أضبأ إلي إضباء السبع
لطريدته انتظارا لانتهاز فرصته ]الفرصة[ و هو يظهر لي بشاشة الملق و يبسط لي وجها
غير طلق فلما رأيت دغل سريرته و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملبه و أصبح مجلبا إلي
في بغيه أركسته لأم رأسه و أتيت بنيانه من أساسه فصرعته في زبيته و أرديته في مهوى
حفرته و رميته بحجره و خنقته بوتره و ذكيته بمشاقصه و كببته بمنخره و رددت كيده في
نحره و وبقته بندامته و فتنته بحسرته فاستخذل و استخذأ و تضاءل بعد نخوته و انقمع
بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته و
قد كدت لو لا رحمتك يحل بي ما حل بساحته فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي
أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من
الذاكرين إلهي و كم من حاسد شرق بحسده و شجي بغيظه و سلقني بحد لسانه و وخزني بمؤق
عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم يزل فيه فناديتك يا رب مستجيرا بك
واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عالما أنه لم يضطهد من
آوى إلى ظل كنفك و أن لا تقرع الفوادح من لجأ إلى معقل الانتصار بك فحصنتني من بأسه
بقدرتك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد
و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من سحائب مكروه قد
جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أحداث طمستها و ناشئة
رحمة نشرتها و جنة عافية ألبستها و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدرتها إذ لم
يعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع عليك إذ أردتها فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي
أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من
الذاكرين إلهي و كم من ظن حسن حققت و من عدم إملاق جبرت و من مسكنة قادحة حولت و من
صرعة مهلكة أنعشت و من مشقة أزحت لا تسأل يا سيدي عما تفعل و هم يسألون و لا ينقصك
ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت و لم تسأل فابتدأت و استميح باب فضلك فما أكديت أبيت
إلا إنعاما و امتنانا و إلا تطولا يا رب و إحسانا و أبيت يا رب إلا انتهاكا لحرماتك
و اجتراء على معاصيك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك لم يمنعك
يا إلهي و ناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك
اللهم فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد و أقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك و
شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عاداتك عنده و إحسانك إليه فهب لي يا إلهي و سيدي
من فضلك ما أريده سببا إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من
سخطك بعزتك و طولك و بحق محمد نبيك و الأئمة صلوات الله عليه و عليهم أجمعين فلك
الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني
لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب
الموت و حشرجة الصدر و النظر إلى ما تقشعر منه الجلود و تفزع إليه القلوب و أنا في
عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد
و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى
و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين و عويل يتقلب في غمه و لا يجد محيصا و لا يسيغ
طعاما و لا يستعذب شرابا و لا يستطيع ضرا و لا نفعا و هو في حسرة و ندامة و أنا في
صحة من البدن و سلامة من العيش كل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي
أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من
الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهدا مشفقا وحيدا و جاهلا
هاربا طريدا أو منحجزا في مضيق أو مخبأة من المخابئ قد ضاقت عليه الأرض برحبها و لا
يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا و أنا في أمن و أمان و طمأنينة و عافية من
ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد
و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و
أصبح مغلولا مكبلا بالحديد بأيدي العداة و لا يرحمونه فقيدا من أهله و ولده منقطعا
عن إخوانه و بلده يتوقع كل ساعة بأية قتلة يقتل و بأي مثلة يمثل و أنا في عافية من
ذلك كله فلك الحمد من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و
اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و سيدي و كم من عبد أمسى و
أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كل جانب و السيوف و
الرماح و آلة الحرب يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده و لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا
و لا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات أو متشحطا بدمه تحت السنابك و الأرجل يتمنى شربة
من ماء أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها و أنا في عافية من ذلك كله فلك
الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني
لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات
البحار و عواصف الرياح و الأهوال و الأمواج يتوقع الغرق و الهلاك لا يقدر على حيلة
أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو غرق أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف و أنا في عافية
من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل
محمد و اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و
أصبح مسافرا شاحطا عن أهله و وطنه و ولده متحيرا في المفاوز تائها مع الوحوش و
البهائم و الهوام وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا أو متأذيا ببرد أو حر
أو جوع أو عرى أو غيره من الشدائد مما أنا منه ]فيه[ خلو و أنا في عافية من ذلك كله
فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و
اجعلني لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح
فقيرا عائلا عاريا مملقا مخفقا مهجورا جائعا خائفا ظمآن ينتظر من يعود عليه بفضل أو
عبد وجيه هو أوجه مني عندك أو أشد عبادة لك مغلولا مقهورا قد حمل ثقلا من تعب
العناء و شدة العبودية و كلفة الرق و ثقل الضريبة أو مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به
إلا بمنك عليه و أنا المخدوم المنعم المعافي المكرم في عافية مما هو فيه فلك الحمد
يا رب من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك
من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين إلهي و مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح
شريدا طريدا حيران متحيرا جائعا خائفا حاسرا في الصحاري و البراري أحرقه الحر و
البرد و هو في ضر من العيش و ضنك من الحياة و ذل من المقام ينظر إلى نفسه حسرة لا
يقدر على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من
مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لأنعمك من
الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين يا مالك الراحمين
مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلة و في
لباسها ينقلب يمينا و شمالا لا يعرف شيئا من لذة الطعام و لا من لذة الشراب ينظر
إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا
إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و
اجعلني لك من العابدين و لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك
يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد دنا يومه من حتفه و قد
أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات الموت و حياضه تدور عيناه يمينا و شمالا
ينظر إلى أحبائه و أودائه و أخلائه قد منع عن الكلام و حجب عن الخطاب ينظر إلى نفسه
حسرة فلا يستطيع لها نفعا و لا ضرا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا
أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك
من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك
الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضايق الحبوس و السجون و كربها و
ذلها و حديدها يتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أي حال يفعل به و أي مثلة يمثل
به فهو في ضر من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا
نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و
ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من
الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين مولاي و سيدي و كم
من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أوداءه و أحباءه
و أخلاءه و أمسى حقيرا أسيرا ذليلا في أيدي الكفار و الأعداء يتداولونه يمينا و
شمالا قد حمل في المطامير و ثقل بالحديد لا يرى شيئا من ضياء الدنيا و لا من روحها
ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك
فلا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد
و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني
برحمتك يا مالك الراحمين مولاي و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدنيا
للرغبة فيها إلى أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها
قد
ركب الفلك و كسرت به و هو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها
على ضر و لا نفع و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك فلا إله إلا أنت سبحانك من
مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل محمد و اجعلني لك من العابدين و
لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك الراحمين مولاي
و سيدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمر عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفار و
الأعداء و أخذته الرماح و السيوف و السهام و جدل صريعا و قد شربت الأرض من دمه و
أكلت السباع و الطيور من لحمه و أنا خلو من ذلك كله بجودك و كرمك لا باستحقاق مني
يا لا إله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صل على محمد و آل
محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا مالك
الراحمين و عزتك يا كريم لأطلبن مما لديك و لألحن عليك و لألجئن إليك و لأمدن يدي
نحوك مع جرمها إليك فبمن أعوذ يا رب و بمن ألوذ لا أحد لي إلا أنت أ فتردني و أنت
معولي و عليك معتمدي ]متكلي[ و أسألك باسمك الذي وضعته على السماء فاستقلت و على
الجبال فرست و على الأرض فاستقرت و على الليل فأظلم و على النهار فاستنار أن تصلي
على محمد و آل محمد و أن تقضي لي جميع حوائجي و تغفر لي ذنوبي كلها صغيرها و كبيرها
و توسع علي من الرزق ما تبلغني به شرف الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين مولاي بك
استعنت ]استغثت[ فصل على محمد و آل محمد و أعني ]أغثني[ و بك استجرت و أغنني بطاعتك
عن طاعة عبادك و بمسألتك عن مسألة خلقك و انقلني من ذل الفقر إلى عز الغنى و من ذل
المعاصي إلى عز الطاعة فقد فضلتني على كثير من خلقك جودا و كرما لا باستحقاق مني
إلهي فلك الحمد على ذلك كله صل على محمد و آل محمد و اجعلني لنعمائك من الشاكرين و
لآلائك من الذاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين قال ثم أقبل علينا مولانا أبو
الحسن ع و قال سمعت من أبي جعفر بن محمد يحدث عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده
أمير المؤمنين ع أنه سمع رسول الله ص يقول اعترفوا بنعمة الله ربكم عز و جل و توبوا
إليه من جميع ذنوبكم فإن الله يحب الشاكرين من عباده قال ثم قمنا إلى الصلاة و تفرق
القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى المهدي و البيعة لهارون
الرشيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق