الجمعة، 30 أكتوبر 2015

ما يدعى به زمن الغيبة

 ما يدعى به زمن الغيبة


و من ذلك ما يدعى به زمن الغيبة
أقول قد ذكرنا في تعقيب العصر من يوم الجمعة فصلين من الدعاء مروية في زمن الغيبة
 و نروي بإسنادنا إلى محمد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث بإسناده و ذكر فيه غيبة المهدي ص قلت كيف تصنع شيعتك قال عليكم بالدعاء و انتظار الفرج فإنه سيبدو لكم علم فإذا بدا لكم فاحمدوا الله و تمسكوا بما بدا لكم قلت فما ندعو به قال تقول اللهم أنت عرفتني نفسك و عرفتني رسولك و عرفتني ملائكتك و عرفتني نبيك و عرفتني ولاة أمرك اللهم لا آخذ إلا ما أعطيت و لا واقى إلا ما وقيت اللهم لا تغيبني عن منازل أوليائك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم اهدني لولاية من افترضت طاعته



و من ذلك ما رواه محمد بن بابويه رحمه الله
 بإسناده في كتاب الغيبة عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع سيصيبكم شبهه فتبقون بلا علم يرى و لا إمام هدى و لا ينجو فيها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت كيف دعاء الغريق قال تقول يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك فقال إن الله عز و جل مقلب القلوب و الأبصار و لكن قل كما أقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
 أقول لعل معنى قوله الأبصار لأن تقلب القلوب و الأبصار يكون يوم القيامة من شدة أهواله و في الغيبة إنما يخاف من تقلب القلوب دون الأبصار



فصل
و رأيت أنا في المنام من يعلمني دعاء يصلح لأيام الغيبة و هذه ألفاظه يا من فضل إبراهيم و آل إسرائيل على العالمين باختياره و أظهر في ملكوت السماوات و الأرض عزة اقتداره و أودع محمدا صلى الله عليه و آله و أهل بيته غرائب أسراره صل على محمد و آله و اجعلني من أعوان حجتك على عبادك و أنصاره
و من كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكليني
 ما هذا لفظه أحمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع قال رأيت أبي ع في المنام فقال يا بني إذا كنت في شدة فأكثر أن تقول يا رءوف يا رحيم و الذي تراه في المنام كما تراه في اليقظة

 و حدثني صديقنا الملك مسعود ختم الله جل جلاله له بإنجاز الوعود أنه رأى في منامه شخصا يكلمه من وراء حائط و لم ير وجهه و يقول يا صاحب القدر و الأقدار و الهمم و المهام عجل فرج عبدك و وليك و الحجة القائم بأمرك في خلقك و اجعل لنا في ذلك الخيرة  

من أدعية الغيبه للإمام الصادق (ع) قال من حقنا على أوليائنا و أشياعنا أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته حتى يدعو بهذا الدعاء



 وجدت في كتاب مجموع بخط قديم ذكر ناسخه و هو مصنفه أن اسمه محمد بن محمد بن عبد الله بن فاطر من رواه عن شيوخه فقال ما هذا لفظه حدثنا محمد بن علي بن رقاق القمي قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي عن أبيه قال حدثنا جعفر بن عبد الله الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي هاشم عن أبي يحيى المدني عن أبي عبد الله ع أنه قال من حقنا على أوليائنا و أشياعنا أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته حتى يدعو بهذا الدعاء و هو اللهم إني أسألك بحقك العظيم العظيم أن تصلي على محمد و آل محمد الطاهرين و أن تصلي عليهم صلاة تامة دائمة و أن تدخل على محمد و آل محمد و محبيهم و أوليائهم حيث كانوا و أين كانوا في سهل أو جبل أو بر أو بحر من بركة دعائي ما تقر به عيونهم احفظ يا مولاي الغائبين منهم و ارددهم إلى أهاليهم سالمين و نفس عن المهمومين و فرج عن المكروبين و اكس العارين و أشبع الجائعين و أرو الظامئين و اقض دين الغارمين و زوج العازبين و اشف مرضى المسلمين و أدخل على الأموات ما تقر به عيونهم و انصر المظلومين من أولياء آل محمد عليهم السلام و أطفئ نائرة المخالفين اللهم و ضاعف لعنتك و بأسك و نكالك و عذابك على اللذين كفرا نعمتك و خونا رسولك و اتهما نبيك و بايناه و حلا عقده في وصيه و نبذا عهده في خليفته من بعده و ادعيا مقامه و غيرا أحكامه و بدلا سنته و قلبا دينه و صغرا قدر حججك و بدا بظلمهم و طرقا طريق الغدر عليهم و الخلاف عن أمرهم و القتل لهم و إرهاج الحروب عليهم و منع خليفتك من سد الثلم و تقويم العوج و تثقيف الأود و إمضاء الأحكام و إظهار دين الإسلام و إقامة حدود القرآن اللهم العنهما و ابنتيهما و كل من مال ميلهم و حذا حذوهم و سلك طريقتهم و تصدر ببدعتهم لعنا لا يخطر على بال و يستعيذ منه أهل النار العن اللهم من دان بقولهم و اتبع أمرهم و دعا إلى ولايتهم و شك في كفرهم من الأولين و الآخرين ثم ادع بما شئت



دعاء العهد

دعاء العهد

و منها دعاء العهد

 قال حدثنا محمد بن علي بن رقاق القمي أبو جعفر قال حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن العباس بن معروف عن عبد السلام بن سالم قال حدثنا محمد بن سنان بن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال قال أبو جعفر ع من دعا بهذا الدعاء مرة واحدة في دهره كتب في رق و رفع في ديوان القائم ع فإذا قام قائمنا ناداه باسمه و اسم أبيه ثم يدفع إليه هذا الكتاب و يقال له خذ هذا الكتاب العهد الذي عاهدتنا في الدنيا و ذلك قوله عز و جل إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً و ادع به و أنت طاهر تقول اللهم يا إله الآلهة يا واحد يا أحد يا آخر الآخرين يا قاهر القاهرين يا علي يا عظيم أنت العلي الأعلى علوت فوق كل علو هذا يا سيدي عهدي و أنت منجز وعدي فصل يا مولاي عهدي و أنجز وعدي آمنت بك أسألك بحجابك العربي و بحجابك العجمي و بحجابك العبراني و بحجابك السرياني و بحجابك الرومي و بحجابك الهندي و اثبت معرفتك بالعناية الأولى فإنك أنت الله لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى و أتقرب إليك برسولك المنذر ص و بعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه الهادي و بالحسن السيد و بالحسين الشهيد سبطي نبيك و بفاطمة البتول و بعلي بن الحسين زين العابدين ذي الثفنات و محمد بن علي الباقر عن علمك و بجعفر بن محمد الصادق الذي صدق بميثاقك و بميعادك و موسى بن جعفر الحصور القائم بعهدك و بعلي بن موسى الرضا الراضي بحكمك و بمحمد بن علي الحبر الفاضل المرتضى في المؤمنين و بعلي بن محمد الأمين المؤتمن هادي المسترشدين و بالحسن بن علي الطاهر الزكي خزانه الوصيين و أتقرب إليك بالإمام القائم العدل المنتظر المهدي إمامنا و ابن إمامنا صلوات الله عليهم أجمعين يا من جل فعظم و أهل ذلك فعفي و رحم يا من قدر فلطف أشكو إليك ضعفي و ما قصر عنه أملي من توحيدك و كنه معرفتك و أتوجه إليك بالتسمية البيضاء و بالوحدانية الكبرى التي قصر عنها من أدبر و تولى و آمنت بحجابك الأعظم و بكلماتك التامة العليا التي خلقت منها دار البلاء و أحللت من أحببت جنة المأوى و آمنت بالسابقين و الصديقين أصحاب اليمين من المؤمنين الذين خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا ألا توليني غيرهم و لا تفرق بيني و بينهم غدا إذا قدمت الرضا بفصل القضاء آمنت بسرهم و علانيتهم و خواتيم أعمالهم فإنك تختم عليها إذا شئت يا من أتحفني بالإقرار بالوحدانية و حباني بمعرفة الربوبية و خلصني من الشك و العمى رضيت بك ربا و بالأصفياء حججا و بالمحجوبين أنبياء و بالرسل أدلاء و بالمتقين أمراء و سامعا لك مطيعا هذا آخر العهد المذكور


من ألفاظ دعوات جرت في خاطري في الخلوات

من ألفاظ دعوات جرت في خاطري في الخلوات

من ألفاظ دعوات جرت في خاطري في الخلوات
اللهم إن هذا الذي يخاطبك مني هو العقل الذي لم يزل موافقا لكم في إقبالكم علي و إعراضكم عني فانظر إليه بعين إنه عبدكم المطيع لكم المشرف بكم فأجيبوا سؤاله و بلغوه آماله و لا تخيبوه و تجبهوه بالرد لأجلي
و من ألفاظ دعوات جرت على ]عن[ خاطري في بعض الخلوات
اللهم إني ما أعلم مصلحتي من مفسدتي و لا أقدم على شرح مسألتي فإني أتوسل بأقرب صفاتك إلى العفو و الغفران أن تطلب لي ما أحتاج إليه من أقرب صفاتك إلى الكرم و الإحسان
و من ألفاظ آخر من الخاطر
اللهم إنك أمرت الموسر أن لا يبخل على المعسر بالقوت الذي لا بد له منه و أنت قوتي و قوتي الذي لا غناء لي عنه و أنت أقدر الموسرين و أكرم من المأمورين فلا تمنع لي ما لا غناء لي عنه من القوت و تداركني قبل أن أموت و أفوت
و من ألفاظ من خاطري
اللهم إنك كرهت للمضيف أن يمنع ضيفه من القرى مع قدرته على الضيافة و إن لم يهلك الضيف بمنعه من الرحمة و الرأفة و المضيف ممن ينقصه البذل و أنا قد جعلت نفسي ضيفك و ما لها غنى عن قراك و متى منعتها من طبق ضيافتك بت طاويا في حماك و وصلت إلى الهلاك فلا تمنعني من ضيافتك يا من لا ينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان
و من ألفاظ دعاء ورد على خاطري
اللهم إني وجدت من لسان حال مراحمك و مكارمك من يخبرني عني بأن يد إحساني صفر من اقتداري على وجودي و حياتي و عافيتي و أصول سعادتي في دنياي و آخرتي و إنك جل جلالك أوجدتني جودا و كرما و أحييتني متفضلا و منعما و عافيتني ابتداء في الإنشاء و عافيتني مما أستحقه من أنواع البلاء و الابتلاء بتقصيري في شكر ما وهبتني من النعماء و أنا بالنسبة إلى موصوف بالفناء و بالنسبة إلى جودك و نعمتك معروف بالبقاء فصن يا أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين مغارس معروفك من الذبول و كن حارس نجوم كرمك من الأفول و نزه كمال فضلك أن يهجم عليه سلطان عدلك و احفظ معاهد رحمتك و موائد نعمتك أن تشوشها يد عقوبتك و ارحم من جهل رذالة قدر نفسه و جلالة قدرك و أقدم مع ضعفه و ذله على مخالفة أمرك فهو و إن عصاك بالمقال و الفعال فيد فقره و كسره ممدودة إليك بلسان الحال تسترحم و تستعطف و تستوهب جناياها و تسأل إجرائها على جميل عاداتها يا من لا ينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان
دعاء ورد على خاطري

اللهم إن يد لسان حال التراب الذي شرفته بنور الألباب و توليت حفظه في الأصلاب و البطون على اختلاف الأعقاب و الأحقاب ممدودة إلى أفق ذلك الجود و فقرها وارد مع الوفود يستعيذ من الوعيد و يستنجز ما سبق من الرحمة و الكرم و الوعود في أن تأذن في استخراج كل ما يحتاج مملوكك إليه لنفسه و لمن يعز عليه من خزائن إحاطة علمك و حمل تلك الحوائج على مطايا رحمتك و حلمك و تزويدها من ذخائر صيانة فضلك و أمان ظلك أن يلقاه أحد بالإياس منه و بالقنوط الذي صنته عنه و أن توردها على مناهل العفو و الكرم و منازل الحلم و النعم و تسميها مملوكك نجابة بالإنابة و تظفرها بتعجيل الإجابة و أن تكون ضيفانا و جيرانا و تستشهد علمك بفقرها إلى الضيافة و ضرورتها إلى الإجارة و الأمنة من المخافة و تلوذ بوصاياك و بقرى الضيوف و تعوذ بحمالك الذي بذلته للمستجير الملهوف يا أرحم الراحمين 

دعاء آخر ورد على صاحبه عند ورود بعض المصائب قديما من كتب الدعاء

دعاء آخر ورد على صاحبه عند ورود بعض المصائب قديما من كتب الدعاء


دعاء آخر ورد على صاحبه عند ورود بعض المصائب قديما من كتب الدعاء
اللهم إنك أنشأت هذه الملة النبوية المحمدية بغير ذخيرة كانت من الأموال و الرجال و قطعت بها و لها عقبات الأهوال و الآمال ثم انتظم أمر هذه الدول الإسلامية بغير ذخيرة من العدد و لا كثيرة من العدد حتى مضى حكمها على من عند أو عبد و قد عرفتنا من قوتك و أريتنا من قدرتك أن سلطانك يثبت أساسه و يتم حفظه و انحراسه و بانفراد مرادك و بغير جهاد أحد من عبادك فأقمت لمن نصرت من أنبيائك على أعدائك من الماء اللطيف جسدا كثيفا و غرقا أليما و من الهواء الضعيف ريحا عقيما اللهم فأجرنا على ما عودتنا من نصرك و نصر الإسلام و المسلمين و دفع الباغين و المشركين و لا تشمت بنا الأعداء و لا تجعلنا مع القوم الظالمين و امددنا بما مددت به المتوكلين و المستغيثين من جنودك الغالبين برحمتك يا أرحم الراحمين


دعاء حدثني به صديقي و المواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي

دعاء حدثني به صديقي و المواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي


و من ذلك دعاء حدثني به صديقي و المواخي لي محمد بن محمد بن محمد القاضي الآوي
ضاعف الله جل جلاله سعادته و شرف خاتمته و ذكر له حديثا عجيبا و سببا غريبا و هو أنه كان قد حدثت له حادثة فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيما بين كتبه فنسخ منه نسخة فلما أنسخه فقد الأصل الذي كان قد وجده رأيت هذا الدعاء في نسخة عتيقة قد أصاب بعضها بلل و فيه زيادة و نقصان أحضرها ابن الوزير الوراق و ذكر أنه اشتراها لولد محمد المقري الأعرج بدرهم و نصف و يمكن أن يكون هذا الدعاء موجودا في الكتب و ما كان أخي الرضا الآوي يعرف موضعه فأنعم الله جل جلاله عليه بتعريفه كما ذكرناه عنه رضي الله عنه و يسمى دعاء العبرات و سيأتي ذكره
و هو اللهم إني أسألك يا راحم العبرات و يا كاشف الكربات أنت الذي تقشع سحاب المحن و قد أمست ثقالا و تجلو ضباب الإحن و قد سحبت أذيالا و تجعل زرعها هشيما و عظامها رميما و ترد المغلوب غالبا و المطلوب طالبا إلهي فكم من عبد ناداك إني مغلوب فانتصر ففتحت له من نصرك أبواب السماء بماء منهمر و فجرت له من عونك عيونا فالتقى ماء فرجه على أمر قد قدر و حملته من كفايتك على ذات ألواح و دسر يا رب إني مغلوب فانتصر يا رب إني مغلوب فانتصر يا رب إني مغلوب فانتصر فصل على محمد و آل محمد و افتح لي من نصرك أبواب السماء بماء منهمر و فجر لي من عيونك ليلتقي ماء فرجي على أمر قد قدر و احملني يا رب من كفايتك على ذات ألواح و دسر يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته يهيم و لم يجد صريخا يصرخه من ولي حميم وجد يا رب من معونتك صريخا مغيثا و وليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره و حرجه و يظهر له المهم من أعلام فرجه اللهم فيا من قدرته قاهرة و نقماته قاصمة لكل جبار دامغة لكل كفور ختار صل يا رب على محمد و آل محمد و انظر إلي يا رب نظرة من نظراتك رحيمة تجل بها عني ظلمة واقفة مقيمة من عاهة جفت منها الضروع و تلفت منه الزروع و اشتمل بها على القلوب اليأس و جرت و سكنت بسبها الأنفاس اللهم صل على محمد و آل محمد و أسألك حفظا حفظا لغرائس غرستها يد الرحمن و شربها من ماء الحيوان أن تكون بيد الشيطان تحز و بفأسه تقطع و تجز إلهي من أولى منك أن يكون عن حريمك دافعا و من أجدر منك أن يكون له عن حماك حارسا و مانعا إلهي إن الأمر قد هال فهونه و خشن فألنه فإن القلوب كاعت فطمنها و النفوس ارتاعت فسكنها إلهي تدارك أقداما زلت و أفهاما في مهامة الحيرة ضلت أجحف الضر بالمضرور في داعية الويل و الثبور فهل يحسن من فضلك أن تجعله فريسة البلاء و هو لك راج أم هل يجمل من عدلك أن يخوض لجة النقمات و هو إليك لاج مولاي لئن كنت لا أشق على نفسي في التقى و لا أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضا و لا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا فهم خمص البطون من الطوى عمش العيون من البكاء بل أتيتك يا رب بضعف من العمل و ظهر ثقيل بالخطاء و الزلل و نفس للراحة معتادة و لدواعي التسويف منقادة أ ما يكفيك يا رب وسيلة إليك و ذريعة لديك إنني لأوليائك موال و في محبتهم مغال أ ما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما أو أغدو مكظوما و أقضي بعد هموم هموما و بعد وجوم وجوما أ ما عندك يا رب بهذه حرمة لا تضيع و ذمة بأدناها يقتنع فلم تمنعني نصرك يا رب و ها أنا ذا غريق و تدعني بنار عدوك حريق أ تجعل أولياءك لأعدائك طرائد و لمكرهم مصائد و تقلدهم من خسفهم قلائد و أنت مالك نفوسهم أن لو قبضتها جمدوا و في قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا فها يمنعك يا رب أن تكف بأسهم و تنزع عنهم من حفظك لباسهم و تعريهم من سلامة بها في أرضك يفرحون و في ميدان البغي على عبادك يمرحون اللهم صل على محمد و آل محمد و أدركني و لم يدركني الغرق و تداركني و لما غيب شمسي الشفق إلهي كم من عبد خائف التجأ على سلطان فآب عنه محفوفا بأمن و أمان أ فأقصد يا رب أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكثر من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا اللهم أين أين كفايتك التي هي نصرة المستغيثين من الأنام و أين أين عنايتك التي هي جنة المستهدفين لجور الأيام إلي إلي بها يا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين مولاي ترى تحيري في أمري و تقلبي في ضري و انطواي على حرقة قلبي و حرارة صدري فصل يا رب على محمد و آل محمد و جد لي يا رب بما أنت أهله فرجا و مخرجا يسر لي يا رب نحو البشرى منهجا و اجعل يا رب من نصب لي حبالا ليصرعني بها صريعا فيما مكر و من حفر لي بئرا ليوقعني فيها أن يقع فيما حفر و اصرف اللهم عني من شره و مكره و فساده و ضره ما تصرفه عمن قاد نفسه لدين الديان و مناد ينادي للإيمان إلهي عبدك عبدك أجب دعوته و ضعيفك ضعيفك فرج غمه فقد انقطع كل حبل إلا حبلك و تقلص كل ظل إلا ظلك إلهي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الإجابة و مخيلتي إن كذبتها أين تلاقي موقع الإخافة فلا ترد داعي بابك من لا يعرف غيره بابا و لا تمنع دون جنابك من لا يعرف سواه جنانا و تسجد و تقول إلهي إن وجها إليك برغبته توجه خليق بأن تجيبه و إن جبينا لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد و إن خدا لديك بمسألته تعفر جدير بأن يفوز بمراده و يظفر و ها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفر خدي و ابتهالي و اجتهادي في مسألتك و جدي فتلق يا رب رغباتي برأفتك قبولا و سهل إلي طلباتي بعزتك وصولا و ذلل لي قطوف ثمرة إجابتك تذليلا إلهي لا ركن أشد منك فآوي إلى ركن شديد و قد آويت و عولت في قضاء حوائجي عليك و لا قول أسد من دعائك فأستظهر بقول سديد و قد دعوتك كما أمرت فاستجب لي بفضلك كما وعدت فهل بقي يا رب إلا أن تجيب و ترحم مني البكاء و النحيب يا من لا إله سواه يا من يجيب المضطر إذا دعاه رب انصرني على القوم الظالمين و افتح لي و أنت خير الفاتحين و الطف بي يا رب و بجميع المؤمنين و المؤمنات برحمتك يا أرحم الراحمين


(دعاء العبرات) كما وجده السيد ابن طاووس من كتاب آخر يذكره استظهارا في حفظ أسراره و احتياطا لفوائد أنواره

(دعاء العبرات) كما وجده السيد ابن طاووس من كتاب آخر يذكره استظهارا في حفظ أسراره و احتياطا لفوائد أنواره

يقول سيدنا و مولانا الإمام العالم العامل الكامل الفقيه العلامة الفاضل الزاهد العابد الورع المجاهد المولى الأعظم و الصدر المعظم ركن الإسلام و المسلمين ملك العلماء و السادة في العالمين ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي أسعده الله في الدارين و حباه بكل ما تقر به العين بمحمد و آله لما وجدت هذا الدعا بعد وفاة أخي الرضي القاضي الآوي قدس الله روحه و نور ضريحه و فيه زيادات حسان و نقصان عن الذي أحضره إلى الأخ علي المسمى ابن وزير الوراق في جملة مجلد أوله دعاء الطلحي و هو عتيق كما كنا ذكرناه و ها أنا أذكر الدعاء كما وجدتم استظهارا في حفظ أسراره و احتياطا لفوائد أنواره

و هو اللهم إني أسألك يا راحم العبرات و يا كاشف الزفرات أنت الذي تقشع سحاب المحن و قد أمست ثقالا و تجلو ضباب الفتن و قد سحبت أذيالا و تجعل زرعها هشيما و بنيانها هديما و عظامها رميما و ترد المغلوب غالبا و المطلوب طالبا و المقهور قاهرا و المقدور عليه قادرا فكم يا إلهي من عبد ناداك رب إني مغلوب فانتصر ففتحت من نصرك له أبواب السماء بماء منهمر و فجرت له من عونك عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و حملته من كفايتك على ذات ألواح و دسر يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم و لم يجد له صريخا يصرخه من ولي حميم وجد من معونتك صريخا مغيثا وليا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره و حرجه و يظهر له أعلام فرجه اللهم فيا من قدرته قاهرة و نقماته قاصمة لكل جبار دامغة لكل كفور ختار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها ظلمة عاكفة مقيمة في عاهة جفت منها الضروع و تلفت منها الزروع و أنهلت من أجلها الدموع و اشتمل لها على القلوب اليأس و جرت بسببها الأنفاس إلهي فحفظا حفظا لغرائز غرسها و شربها بيد الرحمن و نجاتها بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحز و بفأسه تقطع و تجز إلهي فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا و من أجدر منك بأن يكون عن حماك مانعا إلهي إن الأمر قد هال فهونه و خشن فألنه و إن القلوب كاعت فطمنها و النفوس ارتاعت فسكنها إلهي إلهي تدارك أقداما زلت و أفكارا في مهامة الحيرة زلت أن رأت جبرك على كسيرها و إطلاقك لأسيرها و إجارتك لمستجيرها أجحف الضر بالمضرور و لبى داعيه بالويل و الثبور فهل تدعه يا مولاي فريسة للبلاء و هو لك راج أم هل يخوض لجة الغماء و هو إليك لاج مولاي إن كنت لا أشك على نفسي في التقى و لا أبلغ في حمل أعباء الطاعة مبلغ الرضاء و لا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا فهم خمص البطون من الطوى زبل الشفاه من الظماء عمش العيون من البكاء بل أتيتك بضعف من العمل و ظهر ثقيل بالخطاء و الزلل و نفس للراحة معتادة و لدواعي الشر منقادة أ فما يكفيني يا رب وسيلة إليك و ذريعة لديك إنني لأولياء دينك موال و في محبتهم مغال و لجلباب البلاء فيهم لابس و لكتاب تحمل العناء بهم دارس أ ما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما و أغدو مكظوما و أقضي بعد هموم هموما و بعد وجوم وجوما أ ما عندك يا مولاي بهذه حرمة لا تضيع و ذمة بأدناها تقتنع فلم لا تمنعني يا رب و ها أنا ذا غريق و تدعني هكذا و أنا بنار عدوي حريق مولاي أ تجعل أولياءك لأعدائك طرائد و لمكرهم مصائد و تقلدهم من خسفهم قلائد و أنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا و في قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها خمدوا فما يمنعك يا رب أن تكشف بأسهم و تنزع عنهم في حفظك لباسهم و تعريهم من سلامة بها في أرضك يسرحون و في ميدان البغي على عبادك يمرحون إلهي أدركني و لما أدركني الغرق و تداركني و لما غيب شمسي الشفق إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه مخوفا بأمن و أمان أ فأقصد أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكثر ]أكبر[ من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا ما عذري إلهي إذا حرمت في حسن الكفاية نائلك و أنت الذي لا يخيب آملك و لا يرد سائلك إلهي إلهي أين رحمتك التي هي نصرة المستضعفين من الأنام و أين أين كفايتك التي هي جنة المستهدفين لجور الأيام إلي إلي بها يا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين مولاي ترى تحيري في أمري و انطواي على حرقة قلبي و حرارة صدري فجد لي يا رب بما أنت أهله فرجا و مخرجا و يسر لي نحو اليسر لي منهجا و اجعل من ينصب الحبالة لي ليصرعني بها صريعا فيما مكر و من يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا فيما حفر و اصرف عني شره و مكره و فساده و ضره ما تصرفه عن القوم المتقين إلهي عبدك عبدك أجب دعوته و ضعيفك ضعيفك فرج غمته فقد انقطع به كل حبل إلا حبلك و تقلص عنه كل ظل إلا ظلك مولاي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الإجابة و مخيلتي هذه إن كذبتها أين تلاقي موضع الإصابة فلا تردد ]ترد[ عن بابك من لا يعرف غيره بابا و لا تمنع دون جنابك من لا يعرف سواه جنابا إلهي إن وجها إليك برغبته توجه فالراغب خليق بأن لا تخيبه و إن جبينا لديك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ المبتهل ما قصد و إن خدا عندك لديك بمسألته تعفر جدير أن يفوز السائل بمراده و يظفر هذا إلهي تعفير خدي و ابتهالي في مسألتك و جدي فلق رغباتي برحمتك قبولا و سهل إلى طلباتي برأفتك وصولا و ذلل لي قطوف ثمرة إجابتك تذليلا إلهي و إذا قام ذو حاجة في حاجته شفيعا فوجدته ممتنع النجاح مطيعا فإني أستشفع إليك بكرامتك و الصفوة من أنامك الذين لهم أنشأت ما يقل و يظل و نزلت ما يدق و يجل أتقرب إليك بأول من توجته تاج الجلالة و أحللته من الفطرة محل السلالة حجتك في خلقك و أمينك على عبادك محمد رسولك صلى الله عليه و آله و بمن جعلته لنوره مغربا ]مغرما[ و عن مكنون سره مغرما سيد الأوصياء و إمام الأتقياء يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين أبي الأئمة الراشدين علي أمير المؤمنين و أتقرب إليك بخيرة الأخيار و أم الأنوار و الإنسية الحوراء البتول العذراء فاطمة الزهراء و بقرة عين الرسول و ثمرتي فؤاد البتول السيدين الإمامين أبي محمد الحسن و أبي عبد الله الحسين و بالسجاد زين العباد ذي الثفنات راهب العرب علي بن الحسين و بالإمام العالم و السيد الحاكم النجم الزاهر و القمر الباهر مولاي محمد بن علي الباقر و بالإمام الصادق مبين المشكلات مظهر الحقائق المفهم بحجته كل ناطق مخرس ألسنة أهل الجدال مسكن الشقاشق مولاي جعفر بن محمد الصادق و بالإمام التقي و المخلص الصفي و النور الأحمدي و النور الأنور و الضياء الأزهر مولاي موسى بن جعفر و بالإمام المرتضى و السيف المنتضى مولاي علي بن موسى الرضا و بالإمام الأمجد و الباب الأقصد و الطريق الأرشد و العالم المؤيد ينبوع الحكم و مصباح الظلم سيد العرب و العجم الهادي إلى الرشاد و الموفق بالتأييد و السداد مولانا محمد بن علي الجواد و بالإمام منحة الجبار و والد الأئمة الأطهار علي بن محمد المولود بالعسكر الذي حذر بمواعظه و أنذر و بالإمام المنزه عن المآثم المطهر من المظالم الحبر العالم بدر الظلام و ربيع الأنام التقي النقي الطاهر الزكي مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري و أتقرب إليك بالحفيظ العليم الذي جعلته على خزائن الأرض و الأب الرحيم الذي ملكته أزمة البسط و القبض صاحب النقيبة الميمونة و قاصف الشجرة الملعونة مكلم الناس في المهد و الدال على منهاج الرشد الغائب عن الأبصار الحاضر في الأمصار الغائب عن العيون الحاضر في الأفكار بقية الأخيار الوارث لذي الفقار الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار العالم المطهر محمد بن الحسن عليهم أفضل التحيات و أعظم البركات و أتم الصلوات اللهم فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي و سائلي فصل عليهم صلاة لا يعرف سواك مقاديرها و لا يبلغ كثير الخلائق صغيرها و كن لي بهم عند أحسن ظني و حقق لي بمقاديرك تهيئة التمني إلهي لا ركن لي أشد منك فآوي إلى ركن شديد و لا قول لي أسد من دعائك فأستظهرك بقول سديد و لا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد فهل بقي يا رب غير أن تجيب و ترحم مني البكاء و النحيب يا من لا إله سواه يا من يجيب المضطر إذا دعاه يا راحم عبرة يعقوب يا كاشف ضر أيوب اغفر لي و ارحمني و انصرني على القوم الكافرين و افتح لي و أنت خير الفاتحين يا ذا القوة المتين يا أرحم الراحمين 

كلمة للسيد ابن طاووس

كلمة للسيد ابن طاووس



كلمة للسيد ابن طاووس
 يقول سيدنا و مولانا رضي الدين ركن الإسلام و المسلمين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي بلغه الله تعالى في الدارين ما يتمناه و كبت أعداءه هذا آخر ما وقع في الخاطر أن أثبته من الأدعية في الحال الحاضر في كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و لو أردنا إثبات أضعافه و كلما عرفناه كنا خرجنا عما قصدناه فإن خزانة كتبنا في هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلدا في الدعوات و إنما ذكرناه ما يليق بهذا الكتاب و نرجو به فتح الباب بين العبد و بين رب الأرباب و ليكون كالذخيرة التي نرجع إليها نحن و ذريتنا و خاصتنا عند المهمات و من عساه أن يطلعه الله عز و جل عليه في الحيات و بعد المهمات يقول اللهم إننا قد دعونا فيه عبادك إلى الوفادة إليك و الحضور بين يديك و طلب حاجاتهم من جودك فاذكرني جل جلالك بما أنت أهله عند دعاء من يدعو بشي‏ء منه من عبيدك و وفودك و أوصل إلي ثمرة هذه الشجرة و أنا ساكن حيث أسكنتني من ديار مراحمك و مكارمك النضرة و وفق من ينظر في هذه الأسرار أن يخافك خوف الأبرار و أن يؤدي الأمانة فيما يقف عليه و أن يكون قصده العمل بما تهديه إليه و هذا الكتاب لم يكن له عندي مسودة على عوائد أمثاله بل كنت أعين الدعوات و ينقلها ناسخها بحسب حاله فإن كان في شي‏ء منها خلل كثير أو قليل فلعله لأجل السرعة و التعجيل و الحمد لله جل جلاله الهادي لعباده إلى مراده المبدئ لهم بإرقاده و إسعاده و صلاته على خير عباده محمد رسوله و آله الطاهرين من عترته و ثمرة فؤاده و حسبنا الله و نعم الوكيل و نعم الكفيل و المديل يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس اعلم أن من شروط إجابة الدعوات أسبابا قد ذكرنا طرفا منها في الجزء الأول من كتاب المهمات و نبهنا على ذلك بالمعقول و المنقول فلا تهون بالطلب لها و العناية بها كيلا تتأخر إجابة دعائك فيخيل به الشيطان لك إن الله قد أخلفك في وعودك و رجائك و نذكر هاهنا أن يكون قلب الداعي عند الدعوات موصوفا بالإقبال على الله جل جلاله في طلب الحاجات كما أنك تقدر أن تقبل على شهوة من الشهوات التي أكثرها ضرر في الحياة و بعد الممات و أن يكون امتداد يدك إلى الله جل جلاله أرجح من امتداد يدك إلى طعام أو شراب فإنك إذا مددتها إلى رب الأرباب و إلى ما عرض عليك من دوام نعيم دار الثواب فإنه أهم من كل ما تمدها إليه فاحضر عقلك و قلبك لمدها بقدر تعظيم من تعرض عليه و متى نقصت الله جل جلاله عن هذا الحال في التعظيم و الإجلال فبالله عليك كيف ترجو و أنت مستخف في الفعال و المقال أن تظفر بإجابته الابتهال فهل رأيت عاصيا يتقرب إلى سلطانه بعصيانه أو طالبا يتقرب إلى من يطلب منه بهوانه
أقول و ها نحن نختم ما اخترناه في كتابنا هذا من الدعوات المدخورة و الأسرار المستورة بدعاء أورده الله عز و جل على خاطرنا و هو جل جلاله لمنشئ سرائرنا و المالك لبصائرنا
و هو اللهم إنك ابتدأت بالإحسان قبل منطق اللسان و فتحت أبواب الآمال و تفضلت بالنوال قبل السؤال و دللت على عفوك ذوي الألباب و أذنت لهم في محكم الكتاب بالخطاب ثم أمرتهم بالدعاء و وعدتهم بنجح الطلاب و هددتهم أن لم يسألوك وثقتهم عن الجواب و ها أنا ذا امتثل مقدس مراسمك في التعرض لما وعدت من مراحمك واثقا بشهادة العقول أن الكريم الجواد إذا أذن في السؤال و وعد بالقبول فإنه ينزه كماله عن التوقف في المسئول به و هو قادر على بلوغ المأمول اللهم إني أتوجه إليك بكل ما أملك به آمل و سألك به سائل بلغته آماله و أوجبت سؤاله و بكل ما يؤملك به آمل و يسألك به سائل تبلغه آماله و تجيب سؤاله و بالمراحم و المكارم التي اقتضت الابتداء بالنوال قبل السؤال و بعد السؤال و عند السؤال و بالمراحم و المكارم التي أنكرت بها الآيسين فقلت على لسان سيد المرسلين فيما تضمنه القرآن المصون وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ و بالمراحم و المكارم التي أنكرت بها على القانطين فقلت جل جلالك وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ و بالمراحم و المكارم التي أخرت بها عقوبة الكافرين و المشركين و المتمردين و المتشردين و المنافقين و الفاسقين و الآبقين و أمهلتهم إلى يوم الدين و بالمراحم و المكارم التي ابتدأت بها سحرة فرعون و ما عرفوك و لا طلبوك و لا تعرضوا لرحمتك و لا تعرضوا لإجابتك و بالمراحم و المكارم التي ابتدأت بها أمم الأنبياء و أمة محمد صلى الله عليه و آله و قد كانوا على عظيم من الكفر و الطغيان و العصيان و استحقاق العذاب و الهوان فابتدأتهم في حال غضبك عليهم بما لم يكن في حسابهم من إحسانك إليهم و بعثت لهم رسلا يهدونهم إليك و يدلونهم عليك و يحملون سفههم و جناياهم حتى استنقذوا منهم خلقا كثيرا من ضلالاتهم و شرفوهم بهداياتهم و أظفروهم بسعاداتهم و بالمراحم و المكارم التي أجبت بها قوم إدريس و قوم يونس و من كان على نحو سوء أعمالهم و قد غضبت عليهم أنبياؤهم و توعدوهم بما يستحقونه من نكالهم و أشرفوا على الهلاك و عجزوا عن الاستدراك فرحمت شكواهم و كشفت بلواهم و بالمراحم و المكارم التي جمعت بها شمل يوسف و يعقوب و بالمراحم و المكارم التي كشفت بها كربات أيوب و بالمراحم و المكارم التي خلصت بها يونس بن متى من بطن حوته و يمه و بالمراحم و المكارم التي جمعت بها شمل موسى بأمه و بالمراحم و المكارم التي نصرت بها عيسى على قومه و بالمراحم و المكارم التي نصرت بها محمدا و عليا على أحزاب الكفار و وقيتهما من الأخطار و جعلتهما علما لك إلى دار القرار و بالمراحم و المكارم التي ذكرتني بها في الأول و لم أك شيئا مذكورا و أخرجتني إلى الوجود من باب الجود و قد علمت أني أعصيك فيما لا يزال صغيرا و كبيرا ظاهرا و مستورا و بالمراحم و المكارم التي نقلتني بها من ظهور الآباء إلى بطون الأمهات من لدن آدم إلى هذه الغايات و وقيتني و سلفي مما جرى على الأمم الهالكة من الهلكات و النكبات و العقوبات و بالمراحم و المكارم التي دللتني بها عليك و بالمراحم و المكارم التي شرفتني بها بالمعرفة بك و الخدمة لك و العبودية لديك و بالمراحم و المكارم التي أطلقت بها لساني بالثناء عليك و بالمراحم و المكارم التي حلمت بها عني عند جرأتي عليك و سوء أدبي بين يديك و بالمراحم و المكارم التي علقت آمالي فيها بالرغبة إليك و بالمراحم و المكارم التي أعنتني بها بالوفادة عليك و بالمراحم و المكارم التي أذكرتني بها جرأتي عليك و بالمراحم و المكارم التي رفعت بها يدي إليك و بالمراحم و المكارم التي عرفتني بها شرف الإلحاح عليك و بالمراحم و المكارم التي وصلت إلى إبليس و فرعون و من علمت أنه مصر على ما يسخطك عليه إلى أن يحضر في القيامة بين يديك و بالمراحم و المكارم التي أدركت بها إبليس في الساعة التي بسط بها كف سؤاله و قصدك بآماله في حال غضبك عليه و بعده منك و إعراضك عنه و إعراضه عنك و قال اجعلني من المنظرين فوسعته رحمتك يا أرحم الراحمين و قلت فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ و فرجت ما كان يحاذر الاستيصال من الهموم و بالمراحم و المكارم التي أنت أصلها و بالمراحم و المكارم التي أنت أهلها و بالمراحم و المكارم التي لا يعلم غيرك محلها و لا تدرك العقول فضلها و بما أنت أهله و بك و بمن يعز عليك و بجميع الوسائل إليك يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا غوث المستغيثين و يا مجيب دعوة المضطرين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد و آل محمد ص و أن تعجل قضاء كل حاجة لمن يريد تقديم حاجاته قبل حاجاتنا و ذكر مهماته قبل مهماتنا و أن تجعل حوائجنا تابعة لإرادته و إرادتك و من جملة حوائجه المختصة بإجابتك و أن تعجل قضاء جميع ما ذكرته و أذكره من الحاجات التي أحاط علمك إننا محتاجون إليها مع دوام بقائك قبل الممات بجملتها و تفصيلها و أن تجعل هذه التوسلات من أسباب تكميلها و تسهيلها و تعجيلها و أن تملأ قلوبنا من معرفتك و هيبتك و عظمتك و حرمتك و رحمتك و تستعمل عقولنا و جوارحنا في طاعتك و مراغبتك ]و مراقبتك[ و تجعل كل ما نتقلب فيه شاغلا لنا بك و مقربا منك و لا تجعل شيئا منه شاغلا لنا عنك و أن تلهمنا كلما تريد منا و ترضى به عنا و أن تكاشفنا بجلالك و تشرفنا بإقبالك و تصل حبائلنا بحبائلك و أن تدبرنا في الكثير و القليل بتدبيرك الحسن الجميل و أن تحفظنا و من يعنينا أمره بما حفظت كل من حفظته و تسعدنا بكل ما أسعدته و أن تمدنا من الأعمار بأطولها و من الأعمال بأفضلها و أن تنصرنا على كل من يؤذينا أو يمكن أن يؤذينا نصرا أنت أهله و أن تذلهم لنا ذلا هم أهله و أن تديلنا منهم إدالة أنت أهلها و أن تزيحهم بانتصارنا عليهم من الآثام التي فضحهم عندك حملها ]جهلها[ و ذلها و تريحنا أن يشغلونا عن الاشتغال بمراقبتك التي جهلوا أمرها و صغروا قدرها و أن تلمح أهل الإساءة إلى من يريد ذكره قبل ذكرنا و تعظيم قدره على قدرنا و أهل الإساءة إلينا و البغاة عليه و علينا و ذوي التحيل في ضرره و ضررنا و التوصل في كدره و كدرنا لمحة في هذه الساعة ترفع بها حلمك عنهم و تعجل النقمة منهم و تستأصل شافتهم و تقطع مدتهم و تسرع نكبتهم و مصيبتهم و أذن في هذه اللحظة في قطع أعمارهم و خراب ديارهم و تغفية آثارهم و تعجيل بوارهم و دمارهم و أخذهم بالمثلات و النكبات و الآفات و العاهات و المصيبات الهائلات الذاهلات القاتلات المستأصلات المحيطات بهم من سائر الجهات حتى تجعل تعجيل دمارهم و قطع أعمارهم و خيبة آمالهم و هدم آجالهم عظة للمتعظين و عبرة للمعتبرين و آية باقية على الشهور و السنين و عجل سلبهم اللهم كل نعمة يستعينون بها على معصيتك و كل قوة يضعون بها من حرمتك و كلهم إلى حولهم و قوتهم و أبرئهم من حولك و قوتك و خذهم بياتا و هم نائمون أو ضحى و هم يلعبون و عاجلهم ببأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين و بالقوة ]بالقدرة[ التي تقول بها للشي‏ء كن فيكون اللهم من كان له منهم بقية من أمل أو فسحة في أجل لا بد أن تبلغهم إليها و تقف بهم عليها فامح اللهم معرفتك من عقولهم بظلم الشكوك و الجهالات و أمت قلوبهم بالغفلات و أشغل جوارحهم بالشهوات عن العبادات و الطاعات و مث قلوبهم أعجل سائمات الملح في الماء و اضربهم بتكرار إحظار البلاء و الابتلاء حتى يقدموا عليك و قد خسروا سعادة الدنيا و الآخرة و أتلفوا ما ظفر به السعداء من النعم الباطنة و الظاهرة و سدت أعمالهم بين أيديهم أبواب رحمتك و أظلمت عليهم طرق حلمك و عاطفتك و شهرتهم في القيامة فضائح معصيتك و وسمت جباههم بغضبك و نقمتك اللهم إنك قد نسبتنا إليك و وسمتنا بك و علقتنا عليك و وجدنا عقولنا الدالة لنا بك عليك و قلوبنا الهادية لنا بك إليك شاهدة أن من كمال صفات الملوك أن يغادوا على من وسموه بأبوابهم و نسبوه إلى جنابهم و علقوه عليهم و إن لم يكن مرضيا لديهم و أنت يا رب أحق بأكمل صفات الموصوفين و أحق بالغيرة من المملوك المستضعفين و أنت علمتهم الغيرة الموافقة لمرادك يا أقدر القادرين و قد عرفت يا رب إن الذين يعادوننا ظلما أعداء لك و لعزتك و مهونون بك و بخاصتك فإما تغضب و تنتقم لعزتك و جلالك و لخاصتك و أهل حمايتك أو لمن علقته على أبواب رحمتك و هيبتك و تفتح عليهم في هذه الساعة ما فتحوه على أنفسهم بالإضاعة للطاعة من استحقاق المصائب الهائلة و النوائب الذاهلة ما يشغلهم عن أذية من هو أهم منا عند سلطانك و عن أذيتنا و تقودهم طوعا و كرها إلى مصلحته و مصلحتنا واجمين نادمين مغلولين مخذولين مكسورين مقهورين و عرفنا قدر النعمة علينا بتعجيل إجابتك و تكميل رحمتك و أوزعنا شكر ذلك بحولك و قوتك يا خير الناصرين و يا صاحب الوعود بإجابة الداعين و من مدح نفسه المقدسة بصرف السوء عن المظلومين و احفظ فينا وصيتك و وصية سيد المرسلين و عترته الطاهرين و احفظنا بما حفظت به كنز أصحاب الجدار لأجل من حفظته به من سلفهم الصالحين فقد عرضنا حاجتنا على أبوابك بيد بوابك و نحن الضعفاء المترقبون لما أنت أهله من جوابك و أنت أرحم الراحمين و أكرم الأكرمين و الحمد لله كما أنت أهله يا رب العالمين


يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس مصنف هذا الكتاب مهج الدعوات و منهج العنايات إني متوسل إلى من لا يتعاظمه ذنوب أن يغفرها و لا عيوب أن يسترها و لا عثرات أن يقيلها و لا كربات أن يكشفها و يزيلها بجميع ما ذكرته من الوسائل المنجحة للمسائل في أن يقبل مني ما سألته و يجعل من لسان حالي من يناجيه بما طلبته مع دوام جوده و بقاء وجوده و نحمده بما يستحقه من تحميده و تصلي على سيد عبيده محمد و عترته الدالين على حدوده 

فصل و هو خاتمة كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و فيه فصول منها فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات في كثير من الأوقات

فصل و هو خاتمة كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و فيه فصول منها فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات في كثير من الأوقات




فصل و هو خاتمة كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و فيه فصول
منها فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات في كثير من الأوقات
 فنقول من أوقات الإجابة رويناه أن عند زوال الشمس و عند الأذان و في أول ساعة من ظهر يوم الجمعة و في آخر ساعة من يوم الجمعة و في الثلث الأخير من كل ليلة و في ليلة الجمعة كلها و عند نزول المطر و بعد فرائض الصلوات و عقيب صلاة المغرب إذا سجد بعدها و عند وقت الخشوع و عند وقت الإخلاص في الدموع إذا بقي من النهار للظهر نحو رمح كل يوم و في هذه الأوقات ما رويناه و منها ما رأيناه
فصل
 في ما نذكره من الشهور العربية المذكورة للدعوات على أهل العداوات فمن ذلك الأشهر الحرم ذو القعدة و ذو الحجة و محرم و شهر رجب رويناه في كتاب اختصرناه تأليف محمد بن حبيب ما يقتضي أن أحقها بالإجابة ذو القعدة و شهر رجب و وجدت بذلك عدة روايات في الجاهلية و في الإسلام


فصل فيما نذكره من الشفاء بماء المطر في نيسان و الدعاء في حزيران

فصل فيما نذكره من الشفاء بماء المطر في نيسان و الدعاء في حزيران

فصل فيما نذكره من الشفاء بماء المطر في نيسان و الدعاء في حزيران
 أما الشفاء بماء المطر في نيسان قرأناه في كتاب زاد العابدين تأليف حسين بن أبي الحسين بن خلف الكاشغري الملقب بالفضل ما هذا لفظه حديث نيسان و قال و أخبرنا الوالد أبو الفتوح رحمه الله حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الخشاني البلخي حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد الباب حريري أخبرنا أبو نصر عبد الله بن عباس المذكر البلخي حدثنا أحمد بن أحيد حدثنا عيسى بن هارون محمد بن جعفر عن عبد الله بن عمر قال حدثنا نافع عن عمر قال كنا جلوسا إذ دخل علينا رسول الله ص فسلم علينا فرددنا عليه السلام فقال أ لا أعلمكم دعاء علمني جبرئيل ص حيث لا أحتاج إلى دواء الأطباء قال علي و سلمان و غيرهم رحمة الله عليهم و ما ذاك الدواء فقال النبي لعلي تأخذ من ماء المطر بنيسان و تقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين مرة و آية الكرسي سبعين مرة و قل هو الله أحد سبعين مرة و قل أعوذ برب الفلق سبعين مرة و قل أعوذ برب الناس سبعين مرة و قل يا أيها الكافرون سبعين مرة و تشرب من ذلك الماء غدوة و عشية سبعة أيام متواليات قال النبي ص و الذي بعثني بالحق نبيا أن جبرئيل ع قال إن الله يرفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل داء في جسده و يعافيه و يخرج من عروقه و جسده و عظمه و جميع أعضائه و يمحو ذلك من اللوح المحفوظ و الذي بعثني بالحق نبيا إن لم يكن له ولد و أحب أن يكون له ولد بعد ذلك فشرب من ذلك الماء كان له ولد و إن كانت امرأة عقيما و شربت من ذلك الماء رزقه الله ولدا و إن كان عنينا و المرأة عقيما و شربت من ذلك الماء أطلق الله ذلك و ذهب ما عنده و يقدر على المجامعة و إن أحبت أن تحمل بابن حملت و إن أحبت أن تحمل بذكر أو أنثى حملت و تصديق ذلك في كتاب الله تعالى يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً وَ يَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً و إن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع بإذن الله و إن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه و يشرب منه و يغسل عينيه يبرأ بإذن الله و يشد أصول الأسنان و يطيب الفم و لا يسيل من أصول الأسنان اللعاب و يقطع البلغم و لا يتخم إذا أكل و شرب و لا يتأذى بالريح و لا يصيبه الفالج و لا يشتكي ظهره و لا يتجع بطنه و لا يخاف من الزكام و وجع الضرس و لا يشتكي المعدة و لا الدود و لا يصيبه قولنج و لا يحتاج إلى الحجامة و لا يصيبه الناسور و لا يصيبه الحكة و لا الجدري و لا الجنون و لا الجذام و البرص و الرعاف و لا القلس و لا يصيبه عمي و لا بكم و لا خرس و لا صم و لا مقعد و لا يصيبه الماء الأسود في عينيه و لا يفسده داء يفسد عليه صوما و صلاة و لا يتأذى بالوسوسة و لا الجن و لا الشياطين قال النبي ص قال جبرئيل إنه من شرب من ذلك كان ثم كان له جميع الأوجاع التي تصيب الناس فإنه شفاء له من جميع الأوجاع فقلت يا جبرئيل هل ينفع في غير ما ذكرت من الأوجاع قال جبرئيل و الذي بعثك بالحق نبيا من يقرأ بهذه الآيات على هذا الماء ملأ الله تعالى قلبه نورا و ضياء و يلقي الإلهام في قلبه و يجري الحكمة على لسانه و يحشو قلبه من الفهم و التبصرة و لم يعط مثله أحدا من العالمين و يرسل عليه ألف مغفرة و ألف رحمة و يخرج الغش و الخيانة و الغيبة و الحسد و البغي و الكبر و البخل و الحرص و الغضب من قلبه و العداوة و البغضاء و النميمة و الوقيعة في الناس و هو الشفاء من كل داء
 و قد روي في رواية أخرى عن النبي ص فيما يقرأ على ماء المطر في نيسان زيادة و هي أنه يقرأ عليه سورة إنا أنزلناه و يكبر الله و يهلل الله و يصلي على النبي ص كل واحدة منها سبعين مرة

فصل
 و أما حديث حزيران فإننا رويناه في كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري من الجزء الخامس
 عن أبي عبد الله ع و ذكر عنده حزيران فقال هو الشهر الذي دعا فيه موسى على بني إسرائيل فمات في يوم و ليلة من بني إسرائيل ثلاثمائة ألف من الناس
أقول و إنما فعل ذلك لما فتنوا بحيلة بلعم بن باعوراء و غيره من الأوقات
 و في حديث آخر من كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري عن أبي عبد الله ع قال إن الله خلق الشهور و خلق حزيران و جعل الآجال فيه متقاربة


فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات للإجابات فيما يأتي من كل سنة مرة واحدة

فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات للإجابات فيما يأتي من كل سنة مرة واحدة

فصل فيما نذكره من أوقات الدعوات للإجابات فيما يأتي من كل سنة مرة واحدة
 فمن ذلك دعوات ليالي القدر الثلاث و خاصة أن علمها أحد بذاتها و إلا فإن ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان أرجح في تعظيم الدعوات و إجابتها فمن ذلك أيام هذه الثلاث ليالي و من ذلك يوم مولد النبي ص و ليلة مبعثه الشريف و يومه و من ذلك يوم عرفة و ليلة عرفة و خاصة إذا كان بالموقف أو عند الحسين ع و من ذلك ليالي الأعياد الثلاث و أيامها و هي ليلة عيد الغدير و يومه و ليلة عيد الفطر و يومها و ليلة عيد الأضحى و يومها و من ذلك أول ليلة من رجب و يوم النصف منه و ليلة النصف من شعبان و أوقات قد ذكرناها في مواضع من كتاب مهمات في صلاح المتعبد و تتمات المصباح المتهجد


فصل فيما نذكره من صفات الداعي

فصل فيما نذكره من صفات الداعي

فصل
 فيما نذكره من صفات الداعي و ذكرنا بعضها في الجزء الأول من الكتاب المذكور بروايات و وصف مأثور و نحن نذكر هاهنا جملة فنقول إذا أراد دعاء الرغبة يبسط راحتيه و يدعو و إذا أراد دعاء الرهبة يجعل باطن كفيه إلى الأرض و ظاهرهما إلى السماء و إذا أراد دعاء التضرع حرك أصابعه يمينا و شمالا و باطن كفيه إلى السماء و إذا أراد دعاء التبتل رفع إصبعه مرة و حطها مرة و يكون عند العبرات و إذا أراد دعاء الابتهال رفع باطن كفيه حذاء وجهه و إذا أراد دعاء الاستكانة جعل يديه على منكبيه و من صفات الداعي أن يبدأ بتحميد الله تعالى جل جلاله و الثناء عليه و الصلاة على محمد و آله ص ثم يذكر حاجته و من صفات الداعي أن يعلم أن دعاءه في السر أرجح من دعائه في الجهر و من صفات الداعي أن لا يكون قلبه غافلا و لا لاهيا و من صفات الداعي أن لا يكون مطعمه حراما أو ملبسه حراما أو غذي بحرام و من صفات الداعي أن يكون طاهرا من مظالم العباد و من صفات الداعي أن يكون عند الدعاء تقيا و نيته صادقة و من صفات الداعي أن لا يكون داعيا في دفع مظلمة عنه و قد ظلم هو عبد آخر بمثلها و من صفات الداعي أنه يجتنب الذنوب بعد دعائه حتى تقضي حاجته و من صفات الداعي أن يكون عند دعائه آئبا تائبا صالحا صادقا و من صفات الداعي أن لا يكون داعيا في قطيعة رحم و من صفات الداعي أن لا يكون دعاء محب على حبيبه فإن الحديث ورد  عن النبي ص أنه سئل الله جل جلاله ألا يستجيب له فيه و من صفات الداعي ألا يدعو على أهل العراق فإني رويت في الجزء الأول من كتاب التحميل من ترجمة محمد بن أحمد بن خاتم إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم ع أن لا تدعو على أهل العراق و ذكر في الحديث سبب ذلك و من صفات الداعي أن يطهر طعامه من المحرمات و الشبهات عند حاجته إلى إجابة الدعوات و من صفات الداعي أن يكون في يده خاتم فضة فيروزج
 فقد روي عن الصادق ع قال قال رسول الله ص قال الله سبحانه لأستحيي من عبد يرفع يده و فيها خاتم فضة فيروزج فأردها خائبة
و من صفات الداعي أن يكون في يده خاتم عقيق لأننا روينا
 عن الصادق ع أنه قال ما رفعت كف إلى الله عز و جل أحب إليه من كف فيها خاتم عقيق
يقول مولانا أفضل العالم الحبر المعظم المكمل المكرم المبجل الحاذق البارع الألمعي اللوذعي أوحد الدهر فريد العصر نقيب النقباء وارث الأنبياء أنموذج سلفه الأبرار النجباء رضي الدين ركن الإسلام عمدة الأنام شرف العترة جمال الأسرة أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس العلوي الفاطمي شرف الله قدره و ألهم القلوب و الألسن ذكره و كاتبه الآن فيقول قدس الله روحه و أسكن الرحمة زحامه و ضريحه و فيما ذكرناه من الشروط و الصفات ما أرجو أن يغني عن الزيادات و هذا آخر ما أوردناه من كتاب مهج الدعوات و منهج العنايات و الحمد لله وحده و صلاته على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين