(دعاء العبرات) كما وجده السيد ابن طاووس من كتاب آخر يذكره استظهارا في
حفظ أسراره و احتياطا لفوائد أنواره |
||
يقول
سيدنا و مولانا الإمام العالم العامل الكامل الفقيه العلامة الفاضل الزاهد العابد
الورع المجاهد المولى الأعظم و الصدر المعظم ركن الإسلام و المسلمين ملك العلماء و
السادة في العالمين ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد
الطاوس العلوي الفاطمي أسعده الله في الدارين و حباه بكل ما تقر به العين بمحمد و
آله لما وجدت هذا الدعا بعد وفاة أخي الرضي القاضي الآوي قدس الله روحه و نور ضريحه
و فيه زيادات حسان و نقصان عن الذي أحضره إلى الأخ علي المسمى ابن وزير الوراق في
جملة مجلد أوله دعاء الطلحي و هو عتيق كما كنا ذكرناه و ها أنا أذكر الدعاء كما
وجدتم استظهارا في حفظ أسراره و احتياطا لفوائد أنواره
و
هو اللهم إني أسألك يا راحم العبرات و يا كاشف الزفرات أنت الذي تقشع سحاب المحن و
قد أمست ثقالا و تجلو ضباب الفتن و قد سحبت أذيالا و تجعل زرعها هشيما و بنيانها
هديما و عظامها رميما و ترد المغلوب غالبا و المطلوب طالبا و المقهور قاهرا و
المقدور عليه قادرا فكم يا إلهي من عبد ناداك رب إني مغلوب فانتصر ففتحت من نصرك له
أبواب السماء بماء منهمر و فجرت له من عونك عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و
حملته من كفايتك على ذات ألواح و دسر يا من إذا ولج العبد في ليل من حيرته بهيم و
لم يجد له صريخا يصرخه من ولي حميم وجد من معونتك صريخا مغيثا وليا يطلبه حثيثا
ينجيه من ضيق أمره و حرجه و يظهر له أعلام فرجه اللهم فيا من قدرته قاهرة و نقماته
قاصمة لكل جبار دامغة لكل كفور ختار أسألك نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها ظلمة
عاكفة مقيمة في عاهة جفت منها الضروع و تلفت منها الزروع و أنهلت من أجلها الدموع و
اشتمل لها على القلوب اليأس و جرت بسببها الأنفاس إلهي فحفظا حفظا لغرائز غرسها و
شربها بيد الرحمن و نجاتها بدخول الجنان أن تكون بيد الشيطان تحز و بفأسه تقطع و
تجز إلهي فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا و من أجدر منك بأن يكون عن حماك
مانعا إلهي إن الأمر قد هال فهونه و خشن فألنه و إن القلوب كاعت فطمنها و النفوس
ارتاعت فسكنها إلهي إلهي تدارك أقداما زلت و أفكارا في مهامة الحيرة زلت أن رأت
جبرك على كسيرها و إطلاقك لأسيرها و إجارتك لمستجيرها أجحف الضر بالمضرور و لبى
داعيه بالويل و الثبور فهل تدعه يا مولاي فريسة للبلاء و هو لك راج أم هل يخوض لجة
الغماء و هو إليك لاج مولاي إن كنت لا أشك على نفسي في التقى و لا أبلغ في حمل
أعباء الطاعة مبلغ الرضاء و لا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدنيا فهم خمص البطون من
الطوى زبل الشفاه من الظماء عمش العيون من البكاء بل أتيتك بضعف من العمل و ظهر
ثقيل بالخطاء و الزلل و نفس للراحة معتادة و لدواعي الشر منقادة أ فما يكفيني يا رب
وسيلة إليك و ذريعة لديك إنني لأولياء دينك موال و في محبتهم مغال و لجلباب البلاء
فيهم لابس و لكتاب تحمل العناء بهم دارس أ ما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما و أغدو
مكظوما و أقضي بعد هموم هموما و بعد وجوم وجوما أ ما عندك يا مولاي بهذه حرمة لا
تضيع و ذمة بأدناها تقتنع فلم لا تمنعني يا رب و ها أنا ذا غريق و تدعني هكذا و أنا
بنار عدوي حريق مولاي أ تجعل أولياءك لأعدائك طرائد و لمكرهم مصائد و تقلدهم من
خسفهم قلائد و أنت مالك نفوسهم لو قبضتها جمدوا و في قبضتك مواد أنفاسهم لو قطعتها
خمدوا فما يمنعك يا رب أن تكشف بأسهم و تنزع عنهم في حفظك لباسهم و تعريهم من سلامة
بها في أرضك يسرحون و في ميدان البغي على عبادك يمرحون إلهي أدركني و لما أدركني
الغرق و تداركني و لما غيب شمسي الشفق إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه
مخوفا بأمن و أمان أ فأقصد أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكثر
]أكبر[ من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا ما عذري إلهي إذا حرمت في
حسن الكفاية نائلك و أنت الذي لا يخيب آملك و لا يرد سائلك إلهي إلهي أين رحمتك
التي هي نصرة المستضعفين من الأنام و أين أين كفايتك التي هي جنة المستهدفين لجور
الأيام إلي إلي بها يا رب نجني من القوم الظالمين إني مسني الضر و أنت أرحم
الراحمين مولاي ترى تحيري في أمري و انطواي على حرقة قلبي و حرارة صدري فجد لي يا
رب بما أنت أهله فرجا و مخرجا و يسر لي نحو اليسر لي منهجا و اجعل من ينصب الحبالة
لي ليصرعني بها صريعا فيما مكر و من يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا فيما حفر و
اصرف عني شره و مكره و فساده و ضره ما تصرفه عن القوم المتقين إلهي عبدك عبدك أجب
دعوته و ضعيفك ضعيفك فرج غمته فقد انقطع به كل حبل إلا حبلك و تقلص عنه كل ظل إلا
ظلك مولاي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الإجابة و مخيلتي هذه إن كذبتها أين
تلاقي موضع الإصابة فلا تردد ]ترد[ عن بابك من لا يعرف غيره بابا و لا تمنع دون
جنابك من لا يعرف سواه جنابا إلهي إن وجها إليك برغبته توجه فالراغب خليق بأن لا
تخيبه و إن جبينا لديك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ المبتهل ما قصد و إن خدا عندك
لديك بمسألته تعفر جدير أن يفوز السائل بمراده و يظفر هذا إلهي تعفير خدي و ابتهالي
في مسألتك و جدي فلق رغباتي برحمتك قبولا و سهل إلى طلباتي برأفتك وصولا و ذلل لي
قطوف ثمرة إجابتك تذليلا إلهي و إذا قام ذو حاجة في حاجته شفيعا فوجدته ممتنع
النجاح مطيعا فإني أستشفع إليك بكرامتك و الصفوة من أنامك الذين لهم أنشأت ما يقل و
يظل و نزلت ما يدق و يجل أتقرب إليك بأول من توجته تاج الجلالة و أحللته من الفطرة
محل السلالة حجتك في خلقك و أمينك على عبادك محمد رسولك صلى الله عليه و آله و بمن
جعلته لنوره مغربا ]مغرما[ و عن مكنون سره مغرما سيد الأوصياء و إمام الأتقياء
يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين أبي الأئمة الراشدين علي أمير المؤمنين و أتقرب
إليك بخيرة الأخيار و أم الأنوار و الإنسية الحوراء البتول العذراء فاطمة الزهراء و
بقرة عين الرسول و ثمرتي فؤاد البتول السيدين الإمامين أبي محمد الحسن و أبي عبد
الله الحسين و بالسجاد زين العباد ذي الثفنات راهب العرب علي بن الحسين و بالإمام
العالم و السيد الحاكم النجم الزاهر و القمر الباهر مولاي محمد بن علي الباقر و
بالإمام الصادق مبين المشكلات مظهر الحقائق المفهم بحجته كل ناطق مخرس ألسنة أهل
الجدال مسكن الشقاشق مولاي جعفر بن محمد الصادق و بالإمام التقي و المخلص الصفي و
النور الأحمدي و النور الأنور و الضياء الأزهر مولاي موسى بن جعفر و بالإمام
المرتضى و السيف المنتضى مولاي علي بن موسى الرضا و بالإمام الأمجد و الباب الأقصد
و الطريق الأرشد و العالم المؤيد ينبوع الحكم و مصباح الظلم سيد العرب و العجم
الهادي إلى الرشاد و الموفق بالتأييد و السداد مولانا محمد بن علي الجواد و بالإمام
منحة الجبار و والد الأئمة الأطهار علي بن محمد المولود بالعسكر الذي حذر بمواعظه و
أنذر و بالإمام المنزه عن المآثم المطهر من المظالم الحبر العالم بدر الظلام و ربيع
الأنام التقي النقي الطاهر الزكي مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري و أتقرب إليك
بالحفيظ العليم الذي جعلته على خزائن الأرض و الأب الرحيم الذي ملكته أزمة البسط و
القبض صاحب النقيبة الميمونة و قاصف الشجرة الملعونة مكلم الناس في المهد و الدال
على منهاج الرشد الغائب عن الأبصار الحاضر في الأمصار الغائب عن العيون الحاضر في
الأفكار بقية الأخيار الوارث لذي الفقار الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار العالم
المطهر محمد بن الحسن عليهم أفضل التحيات و أعظم البركات و أتم الصلوات اللهم
فهؤلاء معاقلي إليك في طلباتي و سائلي فصل عليهم صلاة لا يعرف سواك مقاديرها و لا
يبلغ كثير الخلائق صغيرها و كن لي بهم عند أحسن ظني و حقق لي بمقاديرك تهيئة التمني
إلهي لا ركن لي أشد منك فآوي إلى ركن شديد و لا قول لي أسد من دعائك فأستظهرك بقول
سديد و لا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد فهل بقي يا رب غير أن تجيب
و ترحم مني البكاء و النحيب يا من لا إله سواه يا من يجيب المضطر إذا دعاه يا راحم
عبرة يعقوب يا كاشف ضر أيوب اغفر لي و ارحمني و انصرني على القوم الكافرين و افتح
لي و أنت خير الفاتحين يا ذا القوة المتين يا أرحم الراحمين
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف