ذكر
ما نختاره من الأدعية لمولانا محمد بن علي الجواد (ع)
أقول
حسب المزيد لأدعيته ما رويناه و ذكرناه في الأدعية المذكورة في كتاب زهرة الربيع في
أدعية الأسابيع و هي الأدعية التي علمته إياها الطلحي تغمده الله برحمته فإنه من
أسرار الله عند خاصته و لكنا نذكر هاهنا ما يليق بهذا الكتاب بحسب الصواب
فمن
ذلك الوسائل إلى المسائل رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه رحمه الله عن
إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي قال حدثنا أبي و كان خادما لمحمد بن علي الجواد
ع لما زوج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ع ابنته كتب إليه أن لكل
زوجة صداقا من مال زوجها و قد جعل الله أموالنا في الآخرة مؤجلة مذخورة هناك كما
جعل أموالكم معجلة في الدنيا و كثر هاهنا و قد أمهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل و
هي مناجاة دفعها إلي أبي قال دفعها إلي أبي موسى قال دفعها إلي أبي جعفر قال دفعها
إلي محمد أبي قال دفعها إلي علي بن الحسين أبي قال دفعها إلي الحسين أبي قال دفعها
إلي الحسن أخي قال دفعها إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص قال دفعها إلي رسول
الله ص قال دفعها إلي جبرئيل ع قال يا محمد رب العزة يقرئك السلام و يقول لك هذه
مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة فاجعلها وسائلك إلى مسائلك تصل إلى بغيتك و تنجح في
طلبتك فلا تؤثرها في حوائج الدنيا فتنجس بها الحظ من آخرتك و هي عشر وسائل تطرق بها
أبواب الرغبات فتفتح و تطلب بها الحاجات فتنجح
و
هذه نسختها
المناجاة
للاستخارة
اللهم
إن خيرتك فيما استخرتك فيه تنيل الرغائب و تجزل المواهب و تغنم المطالب و تطيب
المكاسب و تهدي إلى أجمل المذاهب و تسوق إلى أحمد العواقب و تقي مخوف النوائب اللهم
إني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه و قادني عقلي إليه فسهل اللهم فيه ما توعر و يسر
منه ما تعسر و اكفني فيه المهم و ادفع به عني كل ملم و اجعل يا رب عواقبه غنما و
مخوفه سلما و بعده قربا و جدبه خصبا و أرسل اللهم إجابتي و أنجح طلبتي و اقض حاجتي
و اقطع عني عوائقها و امنع عني بوائقها و أعطني اللهم لواء الظفر و الخيرة فيما
استخرتك و وفور المغنم فيما دعوتك و عوائد الإفضال فيما رجوتك و اقرنه اللهم
بالنجاح و خصه ]حطه[ بالصلاح و أرني أسباب الخيرة فيه واضحة و أعلام غنمها لائحة و
اشدد خناق تعسيرها و انعش صريخ تكسيرها و بين اللهم ملتبسها و أطلق محتبسها و مكن
أسها حتى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم عاجلة للنفع باقية الصنع إنك مليء
بالمزيد مبتدئ بالجود
المناجاة
بالاستقالة
اللهم
إن الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك و الأمل لأناتك و رفقك شجعني على طلب أمانك
و عفوك و لي يا رب ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام و خطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام
و استوجبت بها على عدلك أليم العذاب و استحققت باجتراحها مبير العقاب و خفت تعويقها
لإجابتي و ردها إياي عن قضاء حاجتي بإبطالها لطلبتي و قطعها لأسباب رغبتي من أجل ما
قد انقض ظهري من ثقلها و بهظني من الاستقلال بحملها ثم تراجعت رب إلى حلمك عن
الخاطئين و عفوك عن المذنبين و رحمتك للعاصين فأقبلت بثقتي متوكلا عليك طارحا نفسي
بين يديك شاكيا بثي إليك سائلا ما لا أستوجبه من تفريج الهم و لا أستحقه من تنفيس
الغم مستقيلا لك إياي واثقا مولاي بك اللهم فامنن علي بالفرج و تطول بسهولة المخرج
و ادللني برأفتك على سمت المنهج و أزلقني بقدرتك عن الطريق الأعوج و خلصني من سجن
الكرب بإقالتك و أطلق أسري برحمتك و طل علي برضوانك و جد علي بإحسانك و أقلني عثرتي
و فرج كربتي و ارحم عبرتي و لا تحجب دعوتي و اشدد بالإقالة أزري و قو بها ظهري و
أصلح بها أمري و أطل بها عمري و ارحمني يوم حشري و وقت نشري إنك جواد كريم غفور
رحيم
المناجاة
بالسفر
اللهم
إني أريد سفرا فخر لي فيه و أوضح لي فيه سبيل الرأي و فهمنيه و افتح عزمي
بالاستقامة و أشملني في سفري بالسلامة و أفدني جزيل الحظ و الكرامة و اكلأني بحسن
الحفظ و الحراسة و جنبني اللهم وعثاء الأسفار و سهل لي حزونة الأوعاد و اطو لي بساط
المراحل و قرب مني بعد نأي المناهل و باعدني في المسير بين خطى الرواحل حتى تقرب
نياط البعيد و تسهل وعور الشديد و لقني اللهم في سفري نجح طائر الواقية و هبني فيه
غنم العافية و خفير الاستقلال و دليل مجاوزة الأهوال و باعث وفور الكفاية و سانح
خفير الولاية و اجعله اللهم سبب عظيم السلم حاصل الغنم و اجعل الليل علي سترا من
الآفات و النهار مانعا من الهلكات و اقطع عني قطع لصوصه بقدرتك و احرسني من وحوشه
بقوتك حتى تكون السلامة فيه مصاحبتي و العافية فيه مقارنتي و اليمن سائقي و اليسر
معانقي و العسر مفارقي و الفوز موافقي و الأمن مرافقي إنك ذو الطول و المن و القوة
و الحول و أنت على كل شيء قدير و بعبادك بصير خبير
المناجاة في طلب الرزق
اللهم
أرسل علي سجال رزقك مدرارا و أمطر علي سحائب إفضالك غزارا و أدم غيث نيلك إلي سجالا
و أسبل مزيد نعمك على خلتي إسبالا و أفقرني بجودك إليك و أغنني عمن يطلب ما لديك و
داو داء فقري بدواء فضلك و انعش صرعة عيلتي بطولك و تصدق على إقلالي بكثرة عطائك و
على اختلالي بكريم حبائك و سهل رب سبيل الرزق إلي و ثبت قواعده لدي و بجس لي عيون
سعته برحمتك و فجر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك و أجدب أرض فقري و اخصب جدب ضري و
اصرف عني في الرزق العوائق و اقطع عني من الضيق العلائق و ارمني من سعة الرزق اللهم
بأخصب سهامه و احبني من رغد العيش بأكثر دوامه و اكسني اللهم سرابيل السعة و حلابيب
الدعة فإني يا رب منتظر لإنعامك بحذف المضيق و لتطولك بقطع التعويق و لتفضلك بإزالة
التقتير و لوصول حبلي بكرمك بالتيسير و أمطر اللهم على سماء رزقك بسجال الديم و
أغنني عن خلقك بعوائد النعم و ارم مقاتل الإقتار مني و احمل كشف الضر عني على مطايا
الإعجال و اضرب عني الضيق بسيف الاستيصال و أتحفني رب منك بسعة الإفضال و امددني
بنمو الأموال و احرسني من ضيق الإقلال و اقبض عني سوء الجدب و ابسط لي بساط الخصب و
اسقني من ماء رزقك غدقا و انهج لي من عميم بذلك طرقا و فاجئني بالثروة و المال و
انعشني به من الإقلال و صبحني بالاستظهار و مسني بالتمكن من اليسار إنك ذو الطول
العظيم و الفضل العميم و المن الجسيم و أنت الجواد الكريم
المناجاة بالاستعاذة
اللهم
إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء و أهوال عظائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء
و احجبني من سطوات البلاء و نجني من مفاجاة النقم و أجرني من زوال النعم و من زلل
القدم و اجعلني اللهم في حياطة عزك و حفاظ حرزك من مباغتة الدوائر و معاجلة البوادر
اللهم رب و أرض البلاء فاخسفها و عرصة المحن فارجفها و شمس النوائب فاكسفها و جبال
السوء فانسفها و كرب الدهر فاكشفها و عوائق الأمور فاصرفها و أوردني حياض السلامة و
احملني على مطايا الكرامة و اصحبني بإقالة العثرة و أشملني بستر العورة و جد علي يا
رب بآلائك و كشف بلائك و دفع ضرائك و ارفع كلاكل عذابك و اصرف عني أليم عقابك و
أعذني من بوائق الدهور و انقذني من سوء عواقب الأمور و احرسني من جميع المحذور و
اصدع صفاء البلاء عن أمري و أشلل يده عني مدى عمري إنك الرب المجيد المبدئ المعيد
الفعال لما تريد
المناجاة بطلب التوبة
اللهم
إني قصدت إليك بإخلاص توبة نصوح و تثبيت عقد صحيح و دعاء قلب قريح و إعلان قول صريح
اللهم فتقبل مني مخلص التوبة و إقبال سريع الأوبة و مصارع تخشع و قابل رب توبتي
بجزيل الثواب و كريم المآب و حط العقاب و صرف العذاب و غنم الإياب و ستر الحجاب و
امح اللهم ما ثبت من ذنوبي و اغسل بقبولها جميع عيوبي و اجعلها جالية لقلبي شاخصة
لبصيرة لبي غاسلة لدرني مطهرة لنجاسة بدني مصححة فيها ضميري عاجلة إلى الوفاء بها
بصيرتي و اقبل يا رب توبتي فإنها تصدر من إخلاص نيتي و محض من تصحيح بصيرتي و
احتفالا في طويتي و اجتهادا في نقاء سريرتي و تثبيتا لإنابتي مسارعة إلى أمرك
بطاعتي و أجل اللهم بالتوبة عني ظلمة الإصرار و امح بها ما قدمته من الأوزار و
اكسني لباس التقوى و جلابيب الهدى فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي و نزعت سربال
الذنوب عن جسدي مستمسكا رب بقدرتك مستعينا على نفسي بعزتك مستودعا توبتي من النكث
بخفرتك معتصما من الخذلان بعصمتك مقارنا به لا حول و لا قوة إلا بك
المناجاة
بطلب الحج
اللهم
ارزقني الحج الذي افترضته على من استطاع إليه سبيلا و اجعل لي فيه هاديا و إليه
دليلا و قرب لي بعد المسالك و أعني على تأدية المناسك و حرم بإحرامي على النار جسدي
و زد للسفر قوتي و جلدي و ارزقني رب الوقوف بين يديك و الإفاضة إليك و أظفرني
بالنجح بواقر الربح و أصدرني رب من موقف الحج الأكبر إلى مزدلفة المشعر و اجعلها
زلفة إلى رحمتك و طريقا إلى جنتك و قفني موقف المشعر الحرام و مقام وقوف الإحرام و
أهلني لتأدية المناسك و نحر الهدي التوامك بدم يثج و أوداج يمج و إراقة الدماء
المسفوحة و الهدايا المذبوحة و فري أوداجها على ما أمرت و التنفل بها كما وسمت و
أحضرني اللهم صلاة العيد راجيا للوعد خائفا من الوعيد حالقا شعر رأسي و مقصرا و
مجتهدا في طاعتك مشمرا راميا للجمار بسبع بعد سبع من الأحجار و أدخلني اللهم عرصة
بيتك و عقوتك و محل أمنك و كعبتك و مشاكيك و سؤالك و محاويجك و جد علي اللهم بوافر
الأجر من الانكفاء و النفر و اختم اللهم مناسك حجي و انقضاء عجي بقبول منك لي و
رأفة منك بي يا أرحم الراحمين
المناجاة بكشف الظلم
اللهم
إن ظلم عبادك قد تمكن في بلادك حتى أمات العدل و قطع السبل و محق الحق و أبطل الصدق
و أخفى البر و أظهر الشر و أحمد التقوى و أزال الهدى و أزاح الخير و أثبت الضير و
أنمى الفساد و قوى العناد و بسط الجور و عدى الطور اللهم يا رب لا يكشف ذلك إلا
سلطانك و لا يجير منه إلا امتنانك اللهم رب فابتر ]فابتز[ الظلم و بث حبال الغشم و
أخمد سوق المنكر و أعز من عنه ينزجر و احصد شافة أهل الجور و البسهم الحور بعد
الكور و عجل اللهم إليهم البيات و أنزل عليهم المثلات و أمت حياة المنكر ليؤمن
المخوف و يسكن الملهوف و يشبع الجائع و يحفظ الضائع و يأوي الطريد و يعود الشريد و
يغني الفقير و يجار المستجير و يوقر الكبير و يرحم الصغير و يعز المظلوم و يذل
الظالم و يفرج المغموم و تنفرج الغماء و تسكن الدهماء و يموت الاختلاف و يعلو العلم
و يشمل السلم و يجمع الشتات و يقوي الإيمان و يتلى القرآن إنك أنت الديان المنعم
المنان
المناجاة بالشكر لله تعالى
اللهم
لك الحمد على مرد نوازل البلاء و توالي سبوغ النعماء و ملمات الضراء و كشف نوائب
اللأواء و لك الحمد على هنيء عطائك و محمود بلائك و جليل آلائك و لك الحمد على
إحسانك الكثير و خيرك العزير و تكليفك اليسير و دفع العسير و لك الحمد يا رب على
تثميرك قليل الشكر و إعطائك وافر الأجر و حطك مثقل الوزر و قبولك ضيق العذر و وضعك
باهض الإصر و تسهيلك موضع الوعر و منعك مفظع الأمر و لك الحمد على البلاء المصروف و
وافر المعروف و دفع المخوف و إذلال العسوف و لك الحمد على قلة التكليف و كثرة
التخفيف و تقوية الضعيف و إغاثة اللهيف و لك الحمد على سعة إمهالك و دوام إفضالك و
صرف إمحالك و حميد أفعالك و توالي نوالك و لك الحمد على تأخير معاجلة العقاب و ترك
مغافصة العذاب و تسهيل طريق المآب و إنزال غيث السحاب
المناجاة بطلب الحوائج
جدير
من أمرته بالدعاء أن يدعوك و من وعدته بالإجابة أن يرجوك و لي اللهم حاجة قد عجزت
عنها حيلتي و كلت فيها طاقتي و ضعف عن مرامها قوتي و سولت لي نفسي الأمارة بالسوء و
عدوي الغرور الذي أنا منه مبلو ]مبتلى[ أن أرغب إليك فيها اللهم و أنجحها بأيمن
النجاح و اهدها سبيل الفلاح و اشرح بالرجاء لإسعافك صدري و يسر في أسباب الخير أمري
و صور إلي الفوز ببلوغ ما رجوته بالوصول إلى ما أملته و وفقني اللهم في قضاء حاجتي
ببلوغ أمنيتي و تصديق رغبتي و أعذني اللهم بكرمك من الخيبة و القنوط و الأناة و
التثبيط اللهم إنك مليء بالمنائح الجزيلة وفي بها و أنت على كل شيء قدير بعبادك
خبير بصير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق