الأحد، 6 ديسمبر 2015

دُعَاءُ الفَرَجِ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةَ بنَ الحَسَن صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيَّاً وَحَافِظَا وَقَائِداً وَنَاصِرَاً وَدَلِيلاً وَعَيْنَاً حَتَّى تُسْكِنُهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعُهُ فِيهَا طَوِيلاً

دُعَاءُ الفَرَجِ

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةَ بنَ الحَسَن
صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ
فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ
وَلِيَّاً وَحَافِظَا وَقَائِداً وَنَاصِرَاً وَدَلِيلاً وَعَيْنَاً
حَتَّى تُسْكِنُهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعُهُ فِيهَا طَوِيلاً
الزِّيَارَةُ الجَّامِعَةُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعَ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفَ المَلائِكَةِ ، وَمَهْبِطَ الوَحْيِ ، وَمَعْدِنِ الرَحْمَةِ ، وَخُزَّانَ العِلْمِ ، وَمُنْتَهَى الحِلْمِ ، وَأُصُولَ الكَرَمِ ، وَقَادَةِ الأُمَمِ ، وَأَوْلِيَاءَ النِّعَمِ ، وَعَنَاصِرَ الأَبْرَارِ ، وَدَعَائِمَ الأَخْيَارِ ، وَسَاسَةِ العِبَادِ ، وَأَرْكَانَ البِلادِ ، وَأَبْوابَ الإِيمَانِ ، وَأُمَنَاءَ الرَّحْمَانِ ، وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ ، وَصَفْوَةَ المُرْسَلِينَ ، وَعِتْرَةَ خِيرَةِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ . السَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الهُدَى ، وَمَصَابِيحِ الدُّجَى ، وَأَعْلامِ التُّقَى ، وَذَوِي النُّهَى ، وَأُولِي الحِجَى ، وَكَهْفِ الوَرَى ، وَوَرَثَةِ الأَنْبِيَاءِ ، وَالمَثِلِ الأَعْلى ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ . السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ ، صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ .
السَّلامُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلى اللهِ ، وَالأَدِلاِّءِ عَلى مَرْضَاةِ اللهِ ، وَالمُسْتَقِرِّينَ في أَمْرِ اللهِ ، وَالتَّامِّينَ في مَحَبَّةِ اللهِ ، وَالمُخْلِصِينَ في تَوْحِيدِ اللهِ ، وَالمُظْهِرِينَ لأِمْرِ اللهِ وَنَهْيَهِ ، وَعِبَادِهِ المُكْرَمِينَ ، الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ ، وَهُمْ بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ .
السَّلامُ عَلَى الأئِمَّةِ الدُّعَاةِ ، وَالقَادَةِ الهُدَاةِ ، وَالسَّادَةِ الوُلاةِ ، وَالذَّادَةِ الحُمَاةِ ، وَأَهْلِ الذِّكْرِ ، وَأُولِي الأَمْرِ ، وَبَقَيَّةِ اللهِ وَخِيرَتِهِ ، وَحِزٍبِة وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ ، وَحُجَّتُهُ وَصِرَاطِهِ ، وَنُورِهِ وَبُرْهَانِهِ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ .
أشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إٍلاَّ اللهِ ، وَحْدَهُ لا شَرِيِكَ لَهُ ، كَمَا شَهِدَ اللهِ لَنَفْسِهِ ، وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ ، وَأُولُو العِلْمِ مِنْ خَلْقَهِ ، لا إِلَهَ إِلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ، وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ المُنْتَجَبُ ، وَرَسُولُهُ المُرْتَضَى ، أَرْسَلَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الاَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ ، المَهْدِيُّونَ المَعْصُومُونَ المُكَرَّمُونَ ، المُقَرَّبُونَ المُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ ، المَصْطَفَوْنَ المُطِيعُونَ للهِ ، القَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ ، العَامِلُونَ بِإِرَادَتِهِ ، الفَائِزُونَ بِكَرَامَتِهِ ، اصْطَفَاكُمْ بِعِلْمِهِ ، وَارْتَضَاكُمْ لِغَيْبِهِ ، وَاخْتَارَكُمْ لِسِرِّهِ ، وَاجْتَبَاكُمْ بِقُدْرَتِهِ ، وَأَعَزَّكُمْ بِهُدَاهُ ، وَخَصَّكُمْ بِبِرْهَانِهِ ، وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ ، وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفَاءَ فِي أَرْضِهِ ، وَحُجَجَاً عَلَى بَرِيَّتِهِ ، وَأَنْصَاراً لِدِينِهِ ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ ، وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ ، وَمُسْتَوْدَعَاً لِحِكْمَتِهِ ، وَتَرَاجِمَةً لِوَحْيِه ، وَأَرْكَاناً لِتَوْحِيدِهِ ، وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ ، وَأَعْلامَاً لِعِبَادِهِ ، وَمَنَاراً فِي بِلادِهِ ، وَأَدِلاَّءَ عَلى صِرَاطِهِ ، عَصَمَكُمُ اللهِ مِنَ الزَّلَلِ ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ ، وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ ، وَوَكَّدْتُمْ مِيثَاقَهُ ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ في السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ ، وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبِيلِهِ
بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ في مَرْضَاتِهِ ، وَصَبَرْتُمْ عَلى مَا أَصَابَكُمْ في جَنْبِهِ ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وَأَمَرْتُمْ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتُمْ عَنِ المُنْكَرِ ، وَجَاهَدْتُمْ في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، حَتَّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ ، وَبَيَّنْتُمْ فَرَائِضَهُ ، وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ ، وَنَشَرْتُمْ شَرَائِعَ أَحْكَامَهُ ، وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ ، وَصِرْتُمْ في ذَلِكَ مِنْهُ إِلى الرِّضَا ، وَسَلَّمْتُمْ لَهُ القَضَاءَ ، وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضَى ، فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مَارِقٌ ، وَاللاَّزِمُ لَكُمْ لاَحِقٌ ، وَالمُقَصِّرُ في حَقِّكُمْ زَاهِقٌ ، وَالحَقُّ مَعَكُمْ وَفِيكُمْ ، وَمِنْكُمْ وَإِلَيْكُمْ ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ ، وَإِيَابُ الخَلْقِ إِلَيْكُمْ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَيْكُمْ ، وَفَصْلُ الخِطَابِ عِنْدَكُمْ ، وَآيَاتُ اللهِ لَدَيْكُمْ ، وَعَزَائِمُهُ فِيكُمْ ، وَنُورُهُ وَبَرْهَانُهُ عِنْدَكُمْ ، وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ ، مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالى اللهِ ، وَمَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى اللهِ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللهِ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللهِ ، وَمَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، أَنْتُمُ الصِّرَاطُ الأَقْوَمْ ، وَشُهَدَاءُ دَارِ الفَنَاءِ ، وَشُفَعَاءُ دَارِ البَقَاءِ ، وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ ، وَالآيَةُ المَخْزُونَةُ ، وَالأَمَانَةُ المَحْفُوظَةُ ، وَالبَابُ المُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ ، مَنْ أَتَاكُمْ نَجَا ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكْ ، إِلى اللهِ تَدْعُونَ ، وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ ، وَبِهِ تُؤْمِنُونَ ، وَلَهُ تُسَلِّمُونَ ، وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ ، وَإِلى سَبِيلِهِ
تُرْشِدُونَ ، وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ ، سَعَدَ مَنْ وَالاكُمْ ، وَهَلَكَ مَنْ عَادَاكُمْ ، وَخَابَ مَنْ جَحَدَكُمْ ، وَضَلَّ مَنْ فَارَقَكُمْ ، وَفَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ ، وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ ، وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ ، وَهَدِيَ مَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ ، مَنْ اتَّبَعَكُمْ فَالجَنَّةُ مَأْوَاهُ ، وَمَنْ خَالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْوَاهُ ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كَافِرٌ ، وَمَنْ حَارَبَكُمْ مُشْرِكٌ ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ في أَسْفَلِ دَرِكٍ مِنَ الجَحِيمِ ، أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا سَابِقٌ لَكُمْ فِيمَا مَضَىَ ، وَجَارٍ لَكُمْ فِيمَا بَقِيَ ، وَأَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ ، طَابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ، خَلَقَكُمُ اللهُ أَنْوَارَا ، فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ ، حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ ، فَجَعَلَكُمْ في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ، وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ، وَجَعَلَ صَلاتَنَا عَلَيْكُمْ ، وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وِلايَتَكُمْ ، طِيباً لِخَلْقِنَا ، وَطَهَارَةً لأَنْفُسِنَا ، وَتَزْكِيَةً لَنَا ، وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا ، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ ، وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ ، فَبَلَغَ اللهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلَّ المُكَرَّمِينَ ، وَأَعْلَى مَنَازِلَ المُقَرَّبِينَ ، وَأَرْفَعَ دَرَجَاتِ المُرْسَلِينَ ، حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاَحِقٌ ، وَلاَ يَفُوقُهُ فَائِقٌ ، وَلاَ يَسْبِقُهُ سَابِقٌ ، وَلاَ يَطْمَعُ في إِدْرَاكِهِ طَامِعٌ ، حَتَّى لاَ يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلاَ صِدِّيقٌ وَلاَ شَهِيدٌ ، وَلاَ عَالِمٌ وَلاَ جَاهِلٌ ، وَلاَ دَنِيٌّ وَلاَ فَاضِلٌ ، وَلاَ مُؤْمِنٌ صَالِحٌ ، وَلاَ فَاجِرٌ طَالِحٌ ، وَلاَ جَبَّارٌ عَنِيدٌ ، وَلاَ شَيْطَانٌ
مَرِيدٌ ، وَلاَ خَلْقٌ فِيمَا بَيْنَ ذَلكَ شَهِيدٌ ، إِلاَّ عَرَّفَهُمْ جَلالَةَ أَمْرِكُمْ ، وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ ، وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ ، وَتَمَامَ نُورِكُمْ ، وَصِدْقَ مَقَاعِدِكُمْ ، وَثَبَاتَ مَقَامِكُمْ ، وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ ، وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ ، وَكَرَامَتَكُمْ عَلَيْهِ ، وَخَاصَّتَكُمْ لَدَيْهِ ، وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي ، وَأَهْلِي وَمَاليِ وَأُسْرَتِي ، أُشْهِدُ اللهَ وَأُشْهِدُكُمْ ، أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِمَا آمَنْتُمْ بِهِ ، كَافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ ، وَبِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكَمْ ، مُوَالٍ لَكَمْ وَلأَوْلِيَائَكُمْ ، مُبْغِضٌ لأَعْدَائَكُمْ وَمُعَادٍ لَهُمْ ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ ، مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ ، مُطِيعٌ لَكُمْ ، عَارِفٌ بِحَقِّكُمْ ، مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ ، مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ ، مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ ، مُعْتَرِفٌ بِكُمْ ، مُؤْمِنٌ بِإِيَابِكُمْ ، مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتَكُمْ ، مُنْتَظِرٌ لأَمْرِكُمْ [لَكُمْ] ، مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ ، عَامِلٌ بِأَمْرِكُمْ ، مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ ، زَائِرٌ لَكُمْ ، لاَئِذٌ عَائِذٌ بِقُبُورِكُمْ ، مُسْتَشْفِعٌ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكُمْ ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ ، وَمُقَدِّمِكُمْ أَمَامَ طَلِبَتي وَحَوَائِجِي ، وَإِرَادَتِي في كُلِّ أَحْوَالِي وَأُمُورِي ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلاَنِيَتِكُمْ ، وَشَاهِدِكُمْ وَغَائِبِكُمْ ، وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ ، وَمُفَوِّضٌ في ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ ، وَمُسَلِّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ ، وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَرَأْيِي لَكُمْ تَبَعٌ ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى
يُحْيِيَ اللهُ تَعَالَى دِينَهُ بِكُمْ ، وَيَرُدَّكُمْ في أَيَّامِهِ ، وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ ، وَيُمَكِّنَكُمْ في أَرْضِهِ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لاَ مَعَ غَيْرِكُمْ [لاَ مَعَ عَدُوِّكُمْ] ، آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ ، بِمَا تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ ، وَبَرِئْتُ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَمِنَ الجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ، وَالشَّيَاطِينِ وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ ، الجَاحِدِينَ لِحَقِّكُمْ ، وَالمَارِقِينَ مِنْ وِلاَيَتِكُمْ ن وَالغَاصِبِينَ لإِرْثِكُمْ ، الشَّاكِّينَ فِيكُمْ ، المُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ ، وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ ، وَكُلِّ مُطَاعٍ سِوَاكُمْ ، وَمِنَ الأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلى النَّارِ ، فَثَبَّتَنِيَ اللهُ أَبَداً مَا حَيِيتُ عَلَى مُوَالاَتِكُمْ ، وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ ، وَوَفَّقَنِي لِطَاعَتِكُمْ ، وَرَزَقَنِي شَفَاعَتَكُمْ ، وَجَعَلَنِي مِنْ خِيَارِ مَوَالِيكُمْ ، التَّابِعِينَ لِمَا دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثَارَكُمْ ، وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ ، وَيَهْتَدِي بِهُدَاكُمْ ، وَيُحْشَرُ في زُمْرَتِكُمْ ، وَيَكِرُّ في رَجْعَتِكُمْ ، وَيُمَلَّكُ في دَوْلَتِكُمْ ، وَيُشَرَّفُ في عَافِيَتِكُمْ ، وَيُمَكَّنُ في أَيَّامِكُمْ ، وَتَقِرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي ، وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي ، مَنْ أَرَادَ اللهَ بَدَأَبِكُمْ ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ . مَوَالِيَّ لاَ أُحْصِي ثَنَاءَكُمْ ، وَلاَ أَبْلُغُ مِنَ المَدْحِ كُنْهَكُمْ ، وَمِنَ الوَصْفِ قَدْرَكُمْ ، وَأَنْتُمْ نُورُ الأَخْيَارِ ، وَهُداةُ الأَبْرارِ ، وَحُجَجُ الجَبَّارِ ، بِكُمْ فَتَحَ اللهُ ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ
الغَيْثَ ، وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ، وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الهَمَّ وَيَكْشِفُ الضُّرَّ ، وَعِنْدَكُمْ مَا نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ ، وَهَبَطَتْ بِهِ مَلاَئِكَتُهُ ، وإِلى جَدِّكُمْ ( وَإِلى أَخِيكَ ) بُعِثَ الرُّوحُ الأَمِينُ ، آتَاكُمْ اللهُ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ العَالَمِينَ ، طَأْطَأَ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطَاعَتِكُمْ ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لَكَمْ ، وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِكُمْ ، وَفَازَ الفَائِزُونَ بِوِلاَيَتِكُمْ ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلى الرِّضْوانِ ، وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلاَيَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمَانْ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي ، وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي ، ذِكْرُكُمْ في الذَّاكِرِينَ ، وَأَسْمَاؤُكُمْ في الأَسْمَاءِ ، وَأَجْسَادُكُمْ في الأَجْسَادِ ، وَأَرْوَاحُكُمْ في الأَرْواحِ ، وَأَنْفُسُكُمْ في النُّفُوسِ ، وَآثَارُكُمْ في الآثَارِ ، وَقُبُورِكُمْ في القُبُورِ ، فَمَا أَحْلَى أَسْمَاءَكُمْ ، وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ ، وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ ، وَأَجَلَّ خَطَرَكُمْ ، وَأَوْفَى عَهْدَكُمْ ، وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ ، كَلامُكُمْ نُورٌ وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ ، وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى ، وَفِعْلُكُمُ الخَيْرُ ، وَعَادَتُكُمُ الإِحْسَانُ ، وَسَجِيَّتُكُمُ الكَرَمُ ، وَشَأْنُكُمُ الحَقُّ ، وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ ، وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ ، إِنْ ذُكِرَ الخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ ، وَأَصْلَهُ وَفَرْعَهُ ، وَمَعْدِنَهُ وَمَأْوَاهُ وَمُنْتَهَاهُ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي ، كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنَائِكُمْ ، وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلاَئِكُمْ ، وَبِكُمْ أَخْرَجَنَا اللهُ مِنَ الذُّلِّ ،
وَفَرَّجَ عَنَّا غَمَرَاتِ الكُرُوبِ ، وَأَنْقَذَنَا مِنْ شَفَا جُرُفِ الهَلَكَاتِ ، وَمِنَ النَّارِ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي ، بِمُوَالاَتِكُمْ عَلَّمَنَا اللهُ مَعَالِمَ دِينِنَا ، وَأَصْلَحَ مَا كَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيَانَا ، وَبِمُوَالاَتِكُمْ تَمَّتْ الكَلِمَةُ ، وَعَظُمَةِ النِّعْمَةُ ، وَائْتَلَفَتِ الفُرْقَةُ ، وَبِمُوَالاَتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ المُفْتَرَضَةُ ، وَلَكُمُ المَوَدَّةُ الوَاجِبَةُ ، وَالدَّرَجَاتُ الرَّفِيعَةُ ، وَالمَقَامَ المَحْمُودُ ، وَالمَكَانُ المَعْلُومُ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالجَاهُ العَظِيمُ ، وَالشَّأْنُ الكَبِيرُ ، وَالشَّفَاعَةُ المَقْبُولَةُ ، رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ ، فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ ، سُبْحَانَ رِبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاَ ، يَا أَوْلِيَاءَ ( وَلِيَّ ) اللهِ ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً ، لاَ يَأْتِي عَلَيْهَا إِلاَّ رِضَاكُمْ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَى سِرِّهِ ، وَاسْتَرْعَاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ ، وَقَرَنَ طَاعَتَكُمْ بِطَاعَتِهِ ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي ، وَكُنْتُمْ شُفَعَائِي ، فِإِنيِّ لَكُمْ مُطِيعٌ ، مَنْ أَطَاعَكُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَاكُمْ فَقَدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللهَ ، وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللهَ .

أللَّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعَاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الأَخْيَارِ ، الأَئِمَّةِ الأَبْرَارِ ، لَجَعَلْتَهُمْ شُفَعَائِي ، فَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَنِي في جُمْلَةِ العَارِفِينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ ، وَفي زُمْرَةِ المَرْحُومِينَ بِشَفَاعَتِهِمْ ، إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيل .

دعائه في ذكر التوبة وطلبها ((الصحيفة السجادية))

دعائه في ذكر التوبة وطلبها((الصحيفة السجادية))




أَللَّهُمَّ يَا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الْوَاصِفِينَ، وَيَا مَنْ لاَ يُجَاوِزُهُ رَجَاءُ الرَّاجِينَ، وَيَا مَنْ لاَ يَضِيعُ لَدَيْهِ أَجْرُ الْمُحْسِنِينَ، وَيَا مَنْ هُوَ مُنْتَهَى خَوْفِ الْعَابِدِيْنَ، وَيَا مَنْ هُوَ غَايَةُ خَشْيَةِ الْمُتَّقِينَ. هَذا مَقَامُ مَنْ تَدَاوَلَتْهُ أَيْدِي الذُّنُوبِ، وَقَادَتْهُ أَزِمَّةُ الْخَطَايَا، وَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، فَقَصَّرَ عَمَّا أَمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطَاً، وَتَعَاطى مَا نَهَيْتَ عَنْهُ تَعْزِيراً، كَالْجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، أَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ إحْسَانِكَ إلَيْهِ، حَتَّى إذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الْهُدَى، وَتَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحَائِبُ الْعَمَى أَحْصَى مَا ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ، وَفَكَّرَ فِيمَا خَالَفَ بِهِ رَبَّهُ، فَرَأى كَبِيْرَ عِصْيَانِهِ كَبِيْراً، وَجَلِيل مُخالفَتِهِ جَلِيْلاً، فَأَقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ، مُسْتَحْيِيَاً مِنْكَ، وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ إلَيْكَ ثِقَةً بِكَ، فَأَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقِيناً، وَقَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إخْلاَصَاً، قَدْ خَلاَ طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوع فِيهِ غَيْرِكَ، وَأَفْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُور مِنْهُ سِوَاكَ، فَمَثَّلَ بَيْنَ يَدَيْـكَ مُتَضَرِّعـاً، وَغَمَّضَ بَصَرَهُ إلَى الأرْضِ مُتَخَشِّعَاً، وَطَأطَأَ رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً، وَأَبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خَضُوعاً، وَعَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ مَا أَنْتَ أَحْصَى لَهَا خُشُوعاً وَاسْتَغَاثَ بِكَ مِنْ عَظِيمِ مَاوَقَعَ بِهِ فِي عِلْمِكَ وَقَبِيحِ مَا فَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ مِنْ ذُنُوب أدْبَرَتْ لَذَّاتُهَا فَذَهَبَتْ، وَأَقَامَتْ تَبِعَاتُهَا فَلَزِمَتْ، لا يُنْكِرُ يَا إلهِي عَدْلَكَ إنْ عَاقَبْتَهُ، وَلا يَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ; لأِنَّكَ الرَّبُّ الْكَرِيمُ الَّذِي لا يَتَعَاظَمُهُ غُفْرَانُ الذَّنْبِ الْعَظِيم.
أَللَّهُمَّ فَهَا أَنَا ذَا قَدْ جئْتُكَ مُطِيعاً لاِمْرِكَ فِيمَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ، مَتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فِيمَا وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الإجَابَةِ إذْ تَقُولُ 
﴿اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم. أللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَالْقَنِي بِمَغْفِـرَتِكَ كَمَا لَقِيتُكَ بِإقْرَارِي وَارْفَعْنِي عَنْ مَصَارعِ الذُّنُوبِ كَمَا وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَمَا تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الانْتِقَامِ مِنِّي. أللَّهُمَّ وَثَبِّتْ فِي طَاعَتِكَ نِيَّتِيْ، وَأَحْكِمْ فِي عِبَادَتِكَ بَصِيـرَتِي، وَوَفِّقْنِي مِنَ الأَعْمَالِ لِمَا تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطَايَا عَنِّي، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّـلامُ إذَا تَوَفَّيْتَنِي. أللَّهُمَّ إنِّي أَتُوبُ إلَيْـكَ فِي مَقَامِي هَذَا مِنْ كَبَائِرِ ذُنُوبِي وَصَغَائِرِهَا وَبَوَاطِنِ سَيِّئآتِي وَظَوَاهِرِهَا، وَسَوالِفِ زَلاَّتِي وَحَوَادِثِهَا، تَوْبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَة وَلاَ يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَة، وَقَدْ قُلْتَ يَا إلهِي فِي مُحْكَمِ كِتابِكَ إنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِكَ، وَتَعْفُو عَنِ السَّيِّئاتِ، وَتُحِبُّ التَّوَّابِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَمَا وَعَدْتَ وَأعْفُ عَنْ سَيِّئاتِي كَمَا ضَمِنْتَ، وَأَوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَمَا شَـرَطْتَ، وَلَـكَ يَـا رَبِّ شَـرْطِي أَلاّ أَعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ، وَضَمَانِي أَلاّ أَرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ، وَعَهْدِي أَنْ أَهْجُرَ جَمِيعَ مَعَاصِيكَ. أللَّهُمَّ إنَّكَ أَعْلَمُ بِمَا عَمِلْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا عَلِمْتَ، وَاصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إلَى مَا أَحْبَبْتَ. أللَّهُمَّ وَعَلَيَّ تَبِعَاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ، وَتَبِعَاتٌ قَدْ نَسيتُهُنَّ، وَكُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَـامُ، وَعِلْمِكَ الَّذِي لا يَنْسَى فَعَوِّضْ مِنْهَا أَهْلَهَا وَاحْطُطْ عَنّي وِزْرَهَا، وَخَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَهَا، وَاعْصِمْنِي مِنْ أَنْ اُقَارِفَ مِثْلَهَا. أللَّهُمَّ وَإنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إلاَّ بِعِصْمَتِكَ، وَلا اسْتِمْسَاكَ بِي عَنِ الْخَطَايَا إلاَّ عَنْ قُوَّتِكَ، فَقَوِّنِي بِقُوَّة كَافِيَة، وَتَوَلَّنِي بِعِصْمَة مَانِعَة. أللَّهُمَّ أَيُّما عَبْد تَابَ إلَيْكَ وَهُوَ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فَاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ وَعَائِدٌ فِي ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ فَإنِّي أَعُوذُ بِكَ أنْ أَكُوْنَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هَذِهِ تَوْبَةً لا أَحْتَاجُ بَعْدَهَا إلَى تَوْبَة، تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِ مَا سَلَفَ، وَالسَّلاَمَةِ فِيمَـا بَقِيَ. أللَّهُمَّ إنِّي أَعْتَـذِرُ إلَيْـكَ مِنْ جَهْلِي، وَأَسْتَـوْهِبُـكَ سُوْءَ فِعْلِي، فَـاضْمُمْنِي إلَى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِ عَافِيَتِكَ تَفَضُّلاً. أللَّهُمَّ وَإنِّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ مَا خَالَفَ إرَادَتَكَ أَوْ زَالَ عَنْ مَحَبَّتِـكَ مِنْ خَـطَرَاتِ قَلْبِي وَلَحَـظَاتِ عَيْنِي وَحِكَايَاتِ
لِسَانِي، تَوْبَةً تَسْلَمُ بِهَا كُلُّ جَارِحَة عَلَى حِيَالِهَا مِنْ تَبِعَاتِكَ، وَتَأْمَنُ مِمَّا يَخَافُ الْمُعْتَدُونَ مِنْ أَلِيْمِ سَطَوَاتِكَ. أَللَّهُمَّ فَارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَاضْطِرَابَ أَرْكَانِي مِنْ هَيْبَتِكَ، فَقَدْ أَقَامَتْنِي يَا رَبِّ ذُنُوبِي مَقَامَ الْخِزْيِ بِفِنَائِكَ، فَإنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنِّي أَحَدٌ، وَإنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأَهْلِ الشَّفَاعَةِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَشَفِّعْ فِي خَطَايَـايَ كَرَمَكَ، وَعُدْ عَلَى سَيِّئاتِي بِعَفْوِكَ، وَلاَ تَجْزِنِي جَزَآئِي مِنْ عُقُوبَتِكَ وَابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَافْعَلْ بِي فِعْلَ عَزِيز تَضَرَّع إلَيْهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ، أَوْ غَنِيٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ فَنَعَشَهُ. أللَّهُمَّ لاَ خَفِيرَ لِي مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنِيْ عِزُّكَ، وَلا شَفِيعَ لِيْ إلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُكَ، وَقَدْ أَوْجَلَتْنِي خَطَايَايَ فَلْيُؤْمِنِّي عَفْوُكَ، فَمَا كُلُّ مَا نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْل مِنِّي بِسُوْءِ أَثَرِي، وَلاَ نِسيَان لِمَا سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي، وَلكِنْ لِتَسْمَعَ سَمَاؤُكَ وَمَنْ فِيْهَـا، وَأَرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْهَا مَا أَظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ، وَلَجَـأتُ إلَيْكَ فِيـهِ مِنَ التَّوْبَـةِ،فَلَعَـلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي، أَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَىَّ لِسُوءِ حَالِي فَيَنَالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَة أَسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعَائِي، أَوْ شَفَاعَـة أَوْكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفَاعَتِي تَكُونُ بِهَا نَجَاتِي مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزَتِي بِرضَاكَ. أللَّهُمَّ إنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إلَيْكَ فَأَنَا أَنْدَمُ اْلنَّادِمِينَ، وَإنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إنَابَةً فَأَنَا أَوَّلُ الْمُنِيبينَ، وَإنْ يَكُنِ الاسْتِغْفَارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَإنَي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ.
اللَّهُمَّ فَكَمَا أَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ الْقَبُولَ وَحَثَثْتَ عَلَى الدُّعَـاءِ وَوَعَدْتَ الإجَابَةَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِهِ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلاَ تَرْجِعْني مَرجَعَ الغَيبَةِ منْ رَحْمَتِك إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ، وَالرَّحِيمُ لِلْخَاطِئِينَ الْمُنِيبِينَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِهِ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاَةً تَشْفَعُ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَوْمَ الْفَاقَةِ إلَيْكَ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ.