الاثنين، 2 نوفمبر 2015

دعاء الصادق (ع) لما استدعاه المنصور مرة رابعة إلى الكوفة


و من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة رابعة إلى الكوفة
 حدث الشيخ العالم أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في شوال من سنة خمس و خمسين و خمسمائة قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الحازن بمشهد أمير المؤمنين ع في صفر سنة ستة عشر و خمسمائة قال أخبرنا الشيخ أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري المعدل ببغداد في ذي القعدة من سنة سبعين و أربعمائة قال قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن حلوبة القطان قراءة عليه بعكبرا قال حدثنا عبد الله بن خلف بن علي بن الحسين بن مليح الشروطي بعكبرا قال حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم الهمداني قال حدثنا الحسن بن علي البصري قال حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني و العباس بن عبد العظيم العنبري قالا حدثنا الفضل بن الربيع قال قال أبي الربيع الحاجب بعث المنصور إبراهيم بن جبلة المدينة ليشخص جعفر بن محمد فحدثني إبراهيم بعد قدومه بجعفر أنه لما دخل إليه فأخبره برسالة المنصور سمعته يقول اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة و اتكالي في كل أمر نزل بي عليك ثقة و بك عدة فكم من كرب يضعف فيه القوي و تقل فيه الحيلة و تعييني فيه الأمور و تحدل فيه القريب و يشمت فيه العدو و أنزلته بك و شكوته إليك راغبا فيه إليك عمن سواك ففرجته و كشفته فأنت ولي كل نعمة و منتهى كل حاجة لك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا فلما قدموا راحلته و خرج ليركب سمعته يقول اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد صلى الله عليه و آله أتوجه اللهم ذلل حزونته و كل حزونة و سهل لي صعوبته و كل صعوبة و ارزقني من الخير فوق ما أرجو و اصرف عني من الشر فوق ما أحذر فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب قال فلما دخلنا الكوفة نزل فصلى ركعتين ثم رفع يده إلى السماء فقال اللهم رب السماوات و ما أظلت و رب الأرضين السبع و ما أقلت و الرياح و ما ذرت و الشياطين و ما أضلت و الملائكة و ما عملت أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن ترزقني خير هذه البلدة و خير ما فيها و خير أهلها و خير ما قدمت له و أن تصرف عني شرها و شر ما فيها و شر أهلها و شر ما قدمت له قال الربيع فلما وافى إلى حضرة المنصور دخلت فأخبرته بقدوم جعفر بن محمد و إبراهيم فدعا المسيب بن زهير الضبي فدفع إليه سيفا و قال له إذا دخل جعفر بن محمد فخاطبته و أومأت إليك فاضرب عنقه و لا تستأمر فخرجت إليه و كان صديقا لي ألاقيه و أعاشره إذا حججت فقلت يا ابن رسول الله إن هذا الجبار قد أمر فيك بأمر أكرهه أن ألقاك به و إن كان في نفسك شي‏ء تقوله أو توصيني به فقال لا يروعك ذلك فلو قد رآني لزال ذلك كله ثم أخذ بمجامع الستر فقال يا إله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و محمد صلى الله عليه و آله و عليهم تولني في هذه الغداة و لا تسلط علي أحدا من خلقك بشي‏ء لا طاقة لي به ثم دخل فحرك شفتيه بشي‏ء لم أفهمه فنظرت إلى المنصور فما شبهته إلا بنار صب عليها ماء فخمدت ثم جعل يسكن غضبه حتى دنا منه جعفر بن محمد ع و صار مع سريره فوثب المنصور و أخذ بيده و رفعه على سريره ثم قال له يا أبا عبد الله يعز علي تعبك و إنما أحضرتك لأشكو إليك أهلك قطعوا رحمي و طعنوا في ديني و ألبوا الناس علي و لو ولي هذا الأمر غيري ممن هو أبعد رحما مني لسمعوا له و أطاعوا فقال جعفر ع يا أمير المؤمنين فأين يعدل بك عن سلفك الصالح إن أيوب ع ابتلي فصبر و إن يوسف ع ظلم فغفر و إن سليمان ع أعطي فشكر فقال المنصور قد صبرت و غفرت و شكرت ثم قال يا أبا عبد الله حدثنا حديثا كنت سمعته منك في صلة الأرحام قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال البر و صلة الأرحام عمارة الدنيا و زيادة الأعمار قال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص من أحب أن ينسأ في أجله و يعافى في بدنه فليصل رحمه قال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص قال رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو إلى الله تعالى عز و جل قاطعها فقلت يا جبرئيل كم بينهم فقال سبعة آباء فقال ليس هذا هو قال نعم حدثني أبي عن جدي قال قال رسول الله ص احتضر رجل بار في جواره رجل عاق قال الله عز و جل لملك الموت يا ملك الموت كم بقي من أجل العاق قال ثلاثون سنة قال حولها إلى هذا البار فقال المنصور يا غلام ائتني بالغالية فأتاه بها فجعل يغلفه بيديه ثم دفع إليه أربعة آلاف دينار و دعا بدابته فأتي بها فجعل يقول قدم قدم إلى أن أتي بها إلى عند سريره فركب جعفر بن محمد ع و عدوت بين يديه فسمعته يقول الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يسألني و الحمد لله الذي استوجب مني الشكر و إن كنت قليلا شكري و الحمد لله الذي وكلني الناس إليه فأكرمني و لم يكلني إليهم فيهينوني يا رب كفى بلطفك لطفا و بكفايتك خلفا فقلت له يا ابن رسول الله إن هذا الجبار يعرضني على السيف كل قليل و لقد دعا المسيب بن زهير فدفع إليه سيفا و أمره أن يضرب عنقك و إني رأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشي‏ء لم أفهمه عنك فقال ليس هذا موضعه فرحت إليه عشيا قال نعم حدثني أبي عن جدي أن رسول الله ص لما ألبت عليه اليهود و فزارة و غطفان و هو قوله تعالى إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ إِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا و كان ذلك اليوم من أغلظ يوم على رسول الله ص فجعل يدخل و يخرج و ينظر إلى السماء و يقول ضيقي تتسعي ثم خرج في بعض الليل فرأى شخصا فقال لحذيفة انظر من هذا فقال يا رسول الله هذا علي بن أبي طالب فقال له رسول الله ص يا أبا الحسن أ ما خشيت أن تقع عليك عين قال إني وهبت نفسي لله و لرسوله و خرجت حارسا للمسلمين في هذه الليلة فما انقضى كلامهما حتى نزل جبرئيل ع و قال يا محمد إن الله يقرؤك السلام و يقول لك قد رأيت موقف علي بن أبي طالب ع منذ الليلة و أهديت له من  مكنون علمي كلمات لا يتعوذ بها عند شيطان مارد و لا سلطان جائر و لا حرق و لا غرق و لا هدم و لا ردم و لا سبع ضار و لا لص قاطع إلا آمنه الله من ذلك و هو أن يقول اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام و اكنفنا بركنك الذي لا يرام و أعزنا بسلطانك الذي لا يضام و ارحمنا بقدرتك علينا و لا تهلكنا و أنت الرجاء رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني يا ذا المعروف الدائم الذي لا ينقضي أبدا و يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد الطاهرين و أدرأ بك في نحور الأعداء و الجبارين اللهم أعني على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي و احفظني في ما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تنقصه المغفرة و لا تضره المعصية أسألك فرجا عاجلا و صبرا جميلا و رزقا واسعا و العافية من جميع البلاء و الشكر على العافية يا أرحم الراحمين قال الربيع و الله لقد دعاني المنصور ثلاث مرات يريد قتلي فأتعوذ بهذه الكلمات فيحول الله بينه و بين قتلي قال الحسن بن علي قال العباس بن عبد العظيم ما انصرفت ليلة من حانوتي إلا دعوت بهذه الكلمات فأنسيت ليلة من الليالي أن أقرؤها قبل انصرافي فلما كان في بعض الليل و أنا نائم استيقظت فذكرت أني لم أقرأها فجعلت أعوذ حانوتي بها و أنا في فراشي و أدير يدي عليه فلما كان في الغد بكرت فوجدت في حانوتي رجلا و إذا الحانوت مغلق عليه فقلت له ما شأنك و ما تصنع هاهنا فقال دخلت إلى حانوتك لأسرق منه شيئا و كلما أردت الخروج حيل بيني و بين ذلك بسور من حديد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق