ذكر
ما نختاره من أدعية مولانا الحسن بن علي العسكري ص
اعلم
أنني قد ذكرت فيما تقدم من هذا الكتاب أدعية فيها كفاية لأولي الألباب و نقلت في
كتاب المهمات و السمات أدعية عنه ع شريفة المقامات و كان ص قد أراد قتله الثلاثة
المملوك الذين كانوا في زمانه حيث بلغهم أن مولانا المهدي يكون من ظهره ص و حبسوه
عدة دفعات فدعا على من دعا عليه منهم فهلك في سريع من الأوقات و ما وقفت عليها إلى
الآن فإن ظفرت بها كتبتها في هذا المكان
فصل
فمن
الخلفاء الذين أرادوا قتله المسمى بالمستعين من بني العباس رويناه ذلك من كتاب
الأوصياء ع و ذكر الوصايا تأليف السعيد علي محمد بن زياد الصيمري من نسخه عتيقة
عندنا الآن فيها تاريخ بعد ولادة المهدي ص بإحدى و سبعين سنة و وجد هذا الكتاب في
خزانة مصنفه بعد وفاته سنة ثمانين و مائتين و كان رضي الله عنه قد لحق مولانا علي
بن محمد الهادي و مولانا الحسن بن علي العسكري ص و خدمهما و كاتبا و رفعا إليه
توقيعات كثيرة
فصل
فقال
في هذا الكتاب ما هذا لفظه و لما هم المستعين في أمر أبي محمد ع بما هم و أمر سعيد
الحاجب بحمله إلى الكوفة و أن يحدث عليه في الطريق حادثة انتشر الخبر بذلك في
الشيعة فأفلقهم و كان بعد مضي أبي الحسن ع بأقل من خمس سنين فكتب إليه محمد بن عبد
الله و الهيثم بن سبابة بلغنا جعلنا الله فداك خير أفلقنا و غمنا و بلغ منا فوقع
بعد ثلاث يأتيكم الفرج قال فخلع المستعين في اليوم الثالث و قعد المعتز و كان كما
قال
فصل
و
روى أيضا الصيمري في كتاب المذكور في ذلك ما هذا لفظه و حدث محمد بن عمر المكاتب عن
علي بن محمد بن زياد الصيمري صهر جعفر بن محمود الوزير على ابنته أم أحمد و كان
رجلا من وجوه الشيعة و ثقاتهم و مقدما في الكتابة و الأدب و العلم و المعرفة قال
دخلت على أبي أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر و بين يديه رقعة أبي محمد ع فيها
إني نازلت الله عز و جل في هذا الطاغي يعني المستعين و هو أخذه بعد ثلاث فلما كان
في اليوم الثالث خلع و كان من أمره ما رواه الناس في إحداره إلى واسط و قتله أقول
فهذا من أخبار مولانا الحسن العسكري ع مع المستعين و لم يذكر لفظ الدعاء الذي دعا
به (ع)
فصل
و
أما تعرض المسمى بالمعتز الخليفة من بني عباس لمولانا الحسن العسكري ع فقد رواه
الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنه في كتابه الغيبة من نسخة عندنا الآن
تاريخ كتابتها سنة إحدى و سبعين و أربعمائة عند ذكر معجزات مولانا الحسن العسكري ع
فقال ما هذا لفظه
حدثنا
سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسين عن عمر بن زيد قال قال أخبرني أبو الهيثم بن
سبابة أنه لما كتب إليه لما أمر المعتز بدفعه إلى سعيد الحاجب عند مضيه إلى الكوفة
و أن يحدث ما تحدث به الناس بقصر بن هبيرة جعلني الله فداك بلغنا خبر قد أقلقنا و
بلغ منا فكتب إليه ع بعد ثلاثة يأتيكم الفرج فخلع المعتز يوم الثالث
أقول
لما أقف إلى الآن على ما دعا به ع
فصل
و
أما تعرض المسمى بالمهتدي من خلفاء بني العباس لمولانا الحسن العسكري ص فرويناه عن
جماعة منهم علي بن محمد الصيمري في كتابه الذي أشرنا إليه فقال ما هذا لفظه
سعد
عن أبي هاشم قال كنت محبوسا عند أبي محمد ع في حبس المهتدي فقال لي يا أبا هاشم إن
هذا الطاغية أراد أن يبعث بالله عز و جل في هذه الليلة و قد بتر الله عمره و جعله
الله للمتولي بعده و ليس لي ولد سيرزقني الله ولدا و لطفه فلما أصبحنا سعت الأتراك
على المهتدي و أعانهم العامة لما عرفوا من قوله بالاعتزال و القدر فقتلوه و نصبوا
مكانه المعتمد و بايعوا له و كان المهتدي قد صحح العزم على قتل أبي محمد ع فشغله
الله بنفسه حتى قتل و مضى إلى أليم عذاب الله
فصل
و
روى الصيمري رضي الله عنه أيضا في كتابه المذكور و جماعة غيره حدثنا في حكم مولانا
الحسن العسكري ص و تعريفه بقتل المسمى بالمهتدي من بني العباس قبل وقوع القتل فقال
ما هذا لفظه
عن
محمد بن الحسن بن شمون عمن حدثه قال كتبت إلى أبي محمد ع حين أخذه المهتدي يا سيدي
الحمد لله الذي شغله عنا فقد بلغني أنه يتهدد شيعتك و يقول و الله لأجلينهم عن جديد
الأرض فوقع بخطه ذلك أقصر لعمره عد من يومك هذا خمسة أيام فإنه يقتل في اليوم
السادس بعد هوان و استخفاف و ذل يلحقه فكان كما قال ع
أقول
و ربما يقال إن بعض هذه الأحاديث لم يذكر فيها أن مولانا العسكري ص دعا على من حبسه
أو تعرض به فإن لسان الحال يشهد أنه ع قدم الدعاء و الابتهال
فصل
و
أما تعرض المعتمد من خلفاء بني العباس لمولانا الحسن العسكري ص فرواه جماعة فنذكر
ما رواه علي بن محمد الصيمري رضوان الله عليه في الكتاب الذي أشرنا إليه فقال ما
هذا لفظه
الحميري
عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزيار عن محمد بن أبي الزعفران عن أم أبي محمد ع
قالت قال لي يوما من الأيام تصيبي في سنة ستين و مائتين خرازة أخاف أن انكب منها
نكتة قالت فأظهرت الجزع و أخذني البكاء فقال لا بد من وقوع أمر الله لا تجزعي فلما
كان في صفر سنة ستين أخذها المقيم و المقعد و جعلت تخرج في الأحايين إلى خارج
المدينة و تحبس الأخبار حتى ورد عليها الخبر حين حبسه المعتمد في يدي علي جرين و
حبس جعفرا أخاه معه و كان المعتمد يسأل عليا عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم
النهار و يصلي الليل فسأله يوما عن الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك فقال له امض
الساعة إليه و أقرئه مني السلام و قل له انصرف إلى منزلك مصاحبا علي جرين فجئت إلى
باب الحبس فوجدت حمارا مسرحا فدخلت عليه فوجدته جالسا و قد لبس خفه و طيلسانه و
شاشه فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة فركب فلما استوى على الحمار وقف فقلت له ما
وقوفك يا سيدي فقال لي حتى يجيء جعفر فقلت إنما أمرني بإطلاقك دونه فقال لي ترجع
إليه فتقول له خرجنا من دارة واحدة جميعا فإذا رجعت و ليس هو معي كان في ذلك ما لا
خفاء به عليك فمضى و عادا فقال يقول لك قد أطلقت جعفرا لك لأني حبسته بجنايته على
نفسه و عليك و ما يتكلم به و خلى سبيله فصار معه إلى داره
فصل
و
ذكر الصيمري أيضا في كتابه المشار إليه في خروج مولانا الحسن العسكري ع من حبس
المعتمد و ما قال له ع ما هذا لفظه
عن
المحمودي قال رأيت خط أبي محمد ع لما خرج من حبس المعتمد يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا
نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ
الْكافِرُونَ
أقول
و قد ذكرنا في كتاب الاصطفاء كيف اضطربت بلاد هؤلاء الخلفاء حتى تمت ولادة المهدي ص
و هو مشروح في الجزء الثالث عن كتاب المذاكرة للتنوخي في حديث الفتن التي تجددت
أيام المعتمد و مشروح أيضا في الجزء الثالث عن أخبار الوزراء تأليف محمد بن عبدوس
الجهشياري في أخبار وزراء المعتمد و مشروح أيضا في كتاب الوزراء تأليف فناخسرو بن
رستم بن هرمز عند ذكر عبد الله بن يحيى بن خاقان و قد ذكرنا هذه الروايات في كتاب
الاصطفاء في أخبار الملوك و الخلفاء
فصل
و
ذكر نصر بن علي الجهضمي و هو من ثقات رجال المخالفين و قد مدحه الخطيب في تاريخه و
الخطيب من المتظاهرين بعداوة أهل البيت ع فيما صنفه نصر بن علي الجهضمي المذكور في
مواليد الأئمة ع و من الدلائل فقال عند ذكر الحسن بن علي العسكري و من الدلائل ما
جاء عن الحسن بن علي العسكري عند ولادة محمد بن الحسن زعمت الظلمة أنهم يقتلونني
ليقطعوا هذا النسل كيف رأوا قدرة القادر و سماه المؤمل
و
روى عن علي بن محمد أنه قال لو أذن لنا في الكلام لزالت الشكوك يفعل الله ما يشاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق