و
من ذلك دعاء الصادق ع لما استدعاه المنصور مرة ثالثة بالربذة
رويناه
بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار بإسناده في كتاب فضل الدعاء عن إبراهيم بن جبلة
عن مخرمة الكندي قال لما نزل أبو جعفر المنصور الربذة و جعفر بن محمد يومئذ بها قال
من يعذرني من جعفر هذا قدم رجلا و أخر أخرى يقول أنتحي عن محمد أقول يعني محمد بن
عبد الله بن الحسن فإن يظفر فإنما الأمر لي و إن تكن الأخرى فكنت قد أحرزت نفسي أما
و الله لأقتلنه ثم التفت إلى إبراهيم بن جبلة فقال يا ابن جبلة قم إليه فضع في عنقه
ثباته ثم ائتني به سحبا قال إبراهيم فخرجت حتى أتيت منزله فلم أصبه فطلبته في مسجد
أبي ذر فوجدته في باب المسجد قال فاستحييت أن أفعل ما أمرت فأخذت بكمه فقلت له أجب
أمير المؤمنين فقال إنا لله و إنا إليه راجعون دعني حتى أصلي ركعتين ثم بكى بكاء
شديدا و أنا خلفه ثم قال اللهم أنت ثقتي في كل كرب و رجائي في كل شدة و أنت لي في
كل أمر نزل بي ثقة و عدة فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يخذل فيه
القريب و يشمت به العدو و تعني فيه الأمور أنزلته بك و شكوته إليك راغبا فيه إليك
عمن سواك ففرجته و كشفته و كفيتنيه فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حسنة و منتهى كل
حاجة فلك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا أقول و وجدت زيادة في هذا الدعاء عن مولانا
الرضا ع بنعمتك اللهم تتم الصالحات يا معروفا بالمعروف يا من هو بالمعروف موصوف
أنلني من معروفك معروفا تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين ثم قال
اصنع ما أمرت به فقلت و الله لا أفعل و لو ظننت إني أقتل فأخذت بيده فذهبت به لا و
الله ما أشك إلا أنه يقتله قال فلما انتهيت إلى باب الستر قال يا إله جبرئيل و
ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و محمد صلى الله عليه و
آله تول عافيتي و لا تسلط علي في هذه الغداة أحدا من خلقك بشيء لا طاقة لي به ثم
قال إبراهيم ثم أدخلته عليه فاستوى جالسا ثم أعاد عليه الكلام فقال قدمت رجلا و
أخرت أخرى أما و الله لأقتلنك فقال يا أمير المؤمنين ما فعلت فارفق بي فو الله لقل
ما أصحبك فقال له أبو جعفر انصرف ثم قال التفت إلى عيسى بن علي فقال يا أبا العباس
ألحقه فسله أ بي أم به قال فخرج يشتد حتى لحقه فقال يا أبا عبد الله إن أمير
المؤمنين يقول لك أ بك أم به فقال لا بل بي فقال أبو جعفر صدق قال إبراهيم ثم خرجت
فوجدته قاعدا ينتظرني يتشكر لي صنعي به و إذا به يحمد الله و يقول الحمد لله الذي
أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني و الحمد لله الذي أسأله فيعطيني و إن كنت
بخيلا حين يستقرضني و الحمد لله الذي استوجب الشكر علي بفضله و إن كنت قليلا شكري و
الحمد لله الذي وكلني الناس إليه فأكرمني و لم يكلني إليهم فيهينوني فرضيت بلطفك يا
رب لطفا و بكفايتك خلفا اللهم يا رب ما أعطيتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب
اللهم و ما زويت عني مما أحب فاجعله قواما لي فيما تحب اللهم أعطني ما أحب و اجعله
خيرا لي و اصرف عني ما أكره و اجعله خيرا لي اللهم ما غيبت عني من الأمور فلا
تغيبني عن حفظك و ما فقدت فلا أفقد عونك و ما نسيت فلا أنسى ذكرك و ما مللت فلا أمل
شكرك عليك توكلت حسبي الله و نعم الوكيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق