الاثنين، 2 نوفمبر 2015

دعاء مولانا الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم أفضل الصلاة و السلام لما استدعاه المنصور مرة سادسة


و من ذلك دعاء مولانا الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم أفضل الصلاة و السلام لما استدعاه المنصور مرة سادسة
و هي ثاني مرة إلى بغداد بعد قتل محمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وجدتها في الكتاب العتيق الذي قدمت ذكره بخط الحسين بن علي بن هند
 قال حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال حدثنا بشير بن حماد عن صفوان بن مهران الجمال قال قد رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر المنصور و ذلك بعد قتله لمحمد و إبراهيم ابني عبد الله بن الحسن أن جعفر بن محمد بعث مولاه المعلى بن خنيس لجباية الأموال من شيعته و أنه كان يمد بها محمد بن عبد الله فكاد المنصور أن يأكل كفه على جعفر غيظا و كتب إلى عمه داود بن علي و داود إذ ذاك أمير المدينة أن يسير إليه جعفر بن محمد و لا يرخص له في التلوم و المقام فبعث إليه داود بكتاب المنصور و قال له اعمد على المسير إلى أمير المؤمنين في غد و لا تتأخر قال صفوان و كنت بالمدينة يومئذ فأنفذ إلي جعفر ع فصرت إليه فقال لي تعهد راحلتنا فإنا غادون في غد إن شاء الله العراق و نهض عن وقته و أنا معه إلى مسجد النبي ص و كان ذلك بين الأولى و العصر فركع فيه ركعات ثم رفع يديه فحفظت يومئذ و من دعائه يا من ليس له ابتداء و لا انقضاء يا من ليس له أمد و لا نهاية و لا ميقات و لا غاية يا ذا العرش المجيد و البطش الشديد يا من هو فعال لما يريد يا من لا يخفى عليه اللغات و لا تتشبه عليه الأصوات يا من قامت بجبروته الأرض و السماوات يا حسن الصحبة يا واسع المغفرة يا كريم العفو صل على محمد و آل محمد و احرسني في سفري و مقامي و في حركتي و انتقالي بعينك التي لا تنام و اكنفني بركنك الذي لا يضام اللهم إني أتوجه في سفري هذا بلا ثقة مني لغيرك و لا رجاء يأوي بي إلا إليك و لا قوة لي أتكل عليها و لا حيلة ألجأ إليها إلا ابتغاء فضلك و التماس عافيتك و طلب فضلك و إجراؤك لي على أفضل عوائدك عندي اللهم و أنت أعلم بما سبق لي في سفري هذا مما أحب و أكره فمهما أوقعت عليه قدرك فمحمود فيه بلاؤك منتصح فيه قضاؤك و أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب اللهم فاصرف عني فيه مقادير كل بلاء و مقضي كل لاواء و ابسط علي كنفا من رحمتك و لطفا من عفوك و تماما من نعمتك حتى تحفظني فيه بأحسن ما حفظت به غائبا من المؤمنين و خلقته في ستر كل عورة و كفاية كل مضرة و صرف كل محذور و هب لي فيه أمنا و إيمانا و عافية و يسرا و صبرا و شكرا و أرجعني فيه سالما إلى سالمين يا أرحم الراحمين
 قال صفوان سألت أبا عبد الله الصادق ع بأن يعيد الدعاء علي فأعاده و كتبته فلما أصبح أبو عبد الله ع رحلت له الناقة و سار متوجها إلى العراق حتى قدم مدينة أبي جعفر و أقبل حتى استأذن فأذن له قال صفوان فأخبرني بعض من شهده عند أبي جعفر قال فلما رآه أبو جعفر قربه و أدناه ثم استدعى قصة الرافع على أبي عبد الله ع يقول في قصته أن معلى بن خنيس مولى جعفر بن محمد يجبي له الأموال من جميع الآفاق و أنه مد بها محمد بن عبد الله فدفع إليه القصة فقرأها أبو عبد الله ع فأقبل عليه المنصور فقال يا جعفر بن محمد ما هذه الأموال التي يجبيها لك معلى بن خنيس فقال أبو عبد الله ع معاذ الله من ذلك يا أمير المؤمنين قال له تحلف على براءتك من ذلك قال نعم أحلف بالله أنه ما كان من ذلك شي‏ء قال أبو جعفر لا بل تحلف بالطلاق و العتاق فقال أبو عبد الله أ ما ترضى يميني بالله الذي لا إله إلا هو قال أبو جعفر فلا تتفقه علي فقال أبو عبد الله فأين تذهب بالفقه مني يا أمير المؤمنين قال له دع عنك هذا فإني أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك حتى يواجهك فأتوا بالرجل و سألوه بحضرة جعفر فقال نعم هذا صحيح هذا جعفر بن محمد و الذي قلت فيه كما قلت فقال أبو عبد الله ع تحلف أيها الرجل إن هذا الذي رفعته صحيح قال نعم ثم ابتدأ الرجل باليمين فقال و الله الذي لا إله إلا هو الطالب الغالب الحي القيوم فقال له جعفر ع لا تعجل في يمينك فإني أنا أستحلف قال المنصور و ما أنكرت من هذه اليمين قال إن الله تعالى حي كريم يستحي من عبده إذا أثنى عليه أن يعاجله بالعقوبة لمدحه له و لكن قل يا أيها الرجل أبرأ إلى الله من حوله و قوته و ألجأ إلى حولي و قوتي أني لصادق بر في ما أقول فقال المنصور للقرشي احلف بما استحلفك به أبو عبد الله ع فحلف الرجل بهذه اليمين فلم يستتم الكلام حتى أجلم و خر ميتا فراع أبو جعفر ذلك و ارتعدت فرائصه فقال يا أبا عبد الله سر من غدا إلى حرم جدك إن اخترت ذلك و إن اخترت المقام عندنا لم نال في إكرامك و برك فو الله لا قبلت عليك قول أحد بعدها أبدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق