الشرح
المعروف بشرح دعاء الجوشن يقول كاتبه الفقير إلى الله تعالى أبو طالب بن رجب وجدت
دعاء الجوشن و خبره و فضله في كتاب من كتب جدي السعيد تقي الدين الحسن بن داود رحمة
الله عليه يتضمن مهج الدعوات و غيره بغير هذه الرواية و الخبر متقدم على الدعاء
المذكور فأحببت إثباته في هذا المكان ليعلم فضل الدعاء المذكور و هذا صفة ما وجدته
بعينه
خبر
دعاء الجوشن و فضله و ما لقارئه و لحامله من الثواب
بحذف
الإسناد عن مولانا و سيدنا موسى بن جعفر ع عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه عن جده عن
أبيه الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين قال قال أبي أمير
المؤمنين ع يا بني أ لا أعلمك سرا من أسرار الله عز و جل علمنيه رسول الله ص و كان
من أسراره لم يطلع عليه أحد قلت بلى يا أباه جعلت فداك قال نزل على رسول الله ص
الروح الأمين جبرئيل ع في يوم الأحد و يوم الأحد يوم مهول شديد الحر و كان على
النبي ص جوشن لا يقدر حمله لشدة الحر و حرارة الجوشن قال النبي ص فرفعت رأسي نحو
السماء فدعوت الله تعالى فرأيت أبواب السماء قد فتحت و نزل علي الطوف بالنور جبرئيل
ع و قال لي السلام عليك يا رسول الله فقلت و عليك السلام يا أخي جبرئيل فقال العلي
الأعلى يقرئك السلام و يخصك بالتحية و الإكرام و يقول لك اخلع هذا الجوشن و اقرأ
هذا الدعاء فإذا قرأته و حملته فهو مثل الجوشن الذي على جسدك فقلت يا أخي جبرئيل
هذا الدعاء لي خاصة أو لي و لأمتي قال يا رسول الله هذا هدية من الله تعالى إليك و
إلى أمتك قلت له يا أخي جبرئيل ما ثواب هذا الدعاء قال من قرأ هذا الدعاء وقت الصبح
أو وقت العشاء لحقه الله تعالى بصالح الأعمال و هو في التوراة و الإنجيل و الزبور و
الفرقان و صحف إبراهيم قلت يا أخي جبرئيل كل من يقرأ هذا الدعاء يعطيه الله هذا
الثواب قال نعم و يعطيه الله بكل حرف زوجتين من الحور العين فإذا فرغ من قراءته بنى
الله له بيتا في الجنة و يعطيه من الثواب بعدد حروف التوراة و الإنجيل و الزبور و
الفرقان العظيم قلت كل هذا الثواب لمن قرأ هذا الدعاء قال نعم يا رسول الله و الذي
بعثك بالحق نبيا و رسولا إن الله تعالى يعطيه مثل ثواب إبراهيم الخليل و موسى
الكليم و عيسى الروح الأمين و محمد الحبيب قلت كل هذا الثواب لصاحب هذا الدعاء قال
نعم يا رسول الله كل من قرأ هذا الدعاء و حمله كان له أكثر مما ذكرت و الذي بعثك
بالحق نبيا إن خلف المغرب أرض بيضاء فيها خلق الله تعالى يعبدونه و لا يعصونه قد
تمزقت لحومهم و وجوههم من البكاء فأوحى الله إليهم لم تبكون و لم تعصوني طرفة عين
قالوا نخشى أن يغضب الله علينا و يعذبنا بالنار فقال علي ص قلت يا رسول الله ليس
هناك إبليس أو واحد من بني آدم فقال و الذي بعثني بالحق نبيا ما يعلمون أن الله خلق
آدم و لا إبليس و لا يحصى عددهم إلا الله و مسير الشمس في بلادهم أربعين يوما لا
يأكلون و لا يشربون و إن الله تعالى يعطي ثواب هذا الدعاء ثواب عددهم و عبادتهم قال
النبي ص يعطيهم الله ثواب هذا كله قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن الله تعالى بنى في
السماء الرابعة بيتا يقال له البيت المعمور يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك و يخرجون
منه و لا يعودون إليه إلى يوم القيامة و إن الله عز و جل يعطيه ثواب هؤلاء الملائكة
و يعطيه ثوابا بعدد المؤمنين و المؤمنات من الإنس و الجن من يوم خلقهم الله تعالى
إلى يوم ينفخ في الصور و قال و الذي بعثك بالحق نبيا من كتب هذا الدعاء في إناء
نظيف بماء مطر و زعفران ثم يغسله و يشربه حسب ما يقدر أن يشرب عافاه الله تعالى من
كل داء في جسده و يشفيه من كل داء و سقم قلت يا أخي جبرئيل كل هذه الفضيلة لهذا
الدعاء و كل هذا الثواب يعطيه الله لصاحبه قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن كل من
قرأه مات موتة الشهداء فقلت من شهداء البحر أم من شهداء البر قال و الذي بعثك بالحق
نبيا إن الله تعالى يكتب له ثواب سبعمائة ألف شهيد من شهداء البر قلت يا أخي جبرئيل
أ يعطيه الله كل هذا الثواب قال و الذي بعثك بالحق نبيا إن ليلة يقرأ الإنسان هذا
الدعاء فإن الله يقبل عليه و ينظر إليه و يعطيه جميع ما يسأله من حوائج الدنيا و
الآخرة قلت يا أخي جبرئيل زدني قال و ليلة يقرأ هذا الدعاء يدفع الله عنه شر
الشياطين و كيدهم و يقبل أعمالهم كلها و يطهر ماله و كذلك بأعمال المؤمنين و
المؤمنات قلت يا أخي جبرئيل زدني قال يا رسول الله قال لي إسرافيل إن الله قال و
عزتي و جلالي إنه من آمن بي و صدق بهذا الدعاء أعطيته ملكا و إني أنا الله لا ينقص
خزائني و لا يفنى نائلي و لو جعلت الجنة لعبد من عبادي المؤمنين لم ينقص ذلك من
خزائني قليلا و لا كثيرا يا محمد أنا الذي إذا أردت أمرا قلت له كن فيكون ما أريد
إني إذا أعطيت عبدا أعطيه عطية على قدر عظمتي و سلطاني و قدرتي يا محمد لو أن عبدا
من عبادي قرأه بنية خالصة و يقين صادق سبعين مرة على رءوس أهل البلاء في الدنيا من
البرص و الجذام و الجنون لعافيتهم من ذلك و أخرجتها من أجسادهم طوبى لمن آمن بالله
و صدق نبيه و صدق بهذا الدعاء و الثواب و الويل كل الويل لمن أنكره و جحده و لم
يؤمن به يا نبي الله لو كتب إنسان هذا الدعاء في جام بكافور و مسك و غسله و رش ذلك
على كفن ميت أنزل الله في قبره مائة ألف نور و يدفع الله عنه هول منكر و نكير و
يأمن من عذاب القبر و يبعث الله إليه في قبره سبعين ألف ملك مع كل ملك طبق من نور
ينثرونه عليه و يحملونه إلى الجنة و يقولون له إن الله تبارك و تعالى أمرنا بهذا و
نؤنسك إلى يوم القيامة و يوسع الله عليه في قبره مد بصر و يفتح له بابا إلى الجنة و
يوسدونه مثل العروس في حجلتها من حرمة هذا الدعاء و عظمته و يقول الله تعالى إنني
أستحيي من عبد يكون هذا الدعاء على كفنه قال يا محمد سمعت الباري يقول كان هذا
الدعاء مكتوبا على سرادق العرش قبل أن أخلق الدنيا بخمسة آلاف عام و أي عبد دعا
بهذا الدعاء بنية صادقة خالصة لا يخالطها شك في أول شهر رمضان أعطاه الله ثواب ليلة
القدر و يخلق الله في كل سماء سبعين ألف ملك و ببيت المقدس سبعين ألف ملك و بالمشرق
سبعين ألف ملك و بالمغرب سبعين ألف ملك لكل ملك عشرون ألف رأس في كل رأس عشرون ألف
فم و في كل فم عشرون ألف لسان يسبحون الله تعالى بلغات مختلفة و يجعلون ثواب
تسبيحهم لمن يدعو بهذا الدعاء يا نبي الله لم يبق نبي إلا دعا بهذا الدعاء و ما من
عبد دعا بهذا الدعاء إلا لم يبق بين الداعي و بين الله سوى حجاب واحد و لا يسأل
الله شيئا إلا أعطاه و كل من دعا بهذا الدعاء بعث الله تعالى إليه عند خروجه من
القبر سبعين ألف ملك في يد كل ملك علم من نور و سبعين ألف غلام في يد كل غلام زمام
نجيب بطنه من لؤلؤ و ظهره من زبرجد أخضر و قوائمه من ياقوت أحمر و على ظهر كل نجيب
قبة و للقبة أربعمائة فراش من سندس و إستبرق على كل فراش أربعمائة حورية و أربع
مائة وصيفة لكل حورية و وصيفة أربع مائة ذؤابة من المسك الأذفر و على رأس كل وصيفة
تاج من الذهب الأحمر يسبحون الله و يقدسونه و يجعلون ثوابهم لمن يدعو بهذا الدعاء و
بعد ذلك يأتيه سبعون ألف ملك مع كل ملك كأس من لؤلؤ أبيض فيه أربعة ألوان من شراب و
ماء غير آسن و لبن لم يتغير طعمه و خمر لذة للشاربين و عسل مصفى على رأس كل ملك طبق
و منديل عليه مكتوب لا إله إلا الله لا شريك له و تحت هذه الكتابة مكتوب هذه هدية
من الله تعالى إلى فلان بن فلان المواظب على قراءة هذا الدعاء في عرصات القيامة و
الخلق كلهم ينظرون إليه و يقولون من هذا مما يكون حوله من الغلمان و الوصائف و هم
على النجيب و الملائكة من بين يديه و من خلفه يسوقونه إلى تحت العرش فينادي مناد من
قبل الرحمن يا عبدي ادخل الجنة بغير حساب يا رسول الله أي عبد دعا بهذا الدعاء يكون
ملائكته في تعب مما يكتبون له من الحسنات و يمحون عنه السيئات قال رسول الله ص ما
من عبد من أمتي دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان ثلاث مرات و إن قرأه مرة واحدة أجزأه
إلا و قد حرم الله جسده على النار و وجبت له الجنة فقدره على الله عظيم و منزلته
جليل و من دعا بهذا الدعاء وكل الله عز و جل به ملائكة يحفظونه من المعاصي و يسبحون
و يقدسون الله و يحفظونه من البلايا كلها و يفتحون له أبواب الجنة و يغلقون عنه
أبواب جهنم و ما دام حيا فهو في أمان الله و عند وفاته و قد أعد الله ما وصفت لك
فقال النبي ص يا أخي جبرئيل شوقتني إلى هذا الدعاء فقال جبرئيل يا محمد لا تعلم هذا
الدعاء إلا لمؤمن يستحقه لا يتوانى في حفظه و يستهزئ به و إذا قرأه يقرأه بنية
صادقة خالصة و إذا علقه عليه يكون على طهارة لأنه لا يمسه إلا المطهرون قال الحسين
بن علي ص أوصاني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وصية عظيمة بهذا الدعاء و
حفظه و قال لي يا بني اكتب هذا الدعاء على كفني و قال الحسين ع فعلت كما أمرني أبي
به و هو سريع الإجابة خص الله به عباده المقربين و ما منعه عن الأولياء و الأصفياء
و هو كنز من كنوز الله و هو المعروف بدعاء الجوشن أيها الحامل لهذا الدعاء المطلع
عليه ناشدتك الله لا تسمح بهذا الدعاء إلا لمؤمن موال يستحقه حقي به و إن بذلته
لغير مستحقه ممن لا يعرف حقه و من يستهزئ به فأسأل الله العظيم أن يحرمه ثوابه و أن
يجعل النفع ضرا و هذه وصيتي إليك في الحرز و الدعاء المعروف بحرز الجوشن جعله الله
حرزا و أمانا لمن يدعو به من آفات الدنيا و الآخرة و قال النبي ص لعلي بن أبي طالب
ع يا علي علمه لأهلك و ولدك و حثهم على الدعاء و التوسل إلى الله تعالى و بالاعتراف
بنعمته و قد حرمت عليهم ألا يعلموه مشركا فإنه لا يسأل الله حاجة إلا أعطاه و كفاه
و وقاه و قال النبي ص يا علي قد عرفني جبرئيل ع من فضيلة هذا الدعاء ما لا أقدر أن
أصفه و لا يحصيه إلا الله تعالى عز جلاله و تعالى شأنه و الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق